توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقيقة أحمد عرابى

  مصر اليوم -

حقيقة أحمد عرابى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليس جديدا التشكيك فى دور أحمد عرابي، وطبيعة الانتفاضة- الثورة التى شارك فى قيادتها. حدث تجهيل ممنهج لهذا الحدث الكبير طول الفترة التى حكمت فيها أسرة محمد على البلاد وبعده. 

ارتبط التجهيل بتزييف واسع النطاق بهدف وصم عرابى بالخيانة، وتحويل من خانوا الوطن إلى أبطال. رواية مزيفة نُشرت على أوسع نطاق، وفُرضت على أجيال متوالية فى كتب التاريخ المدرسية. 

لم يبدأ تصحيح هذه الرواية، وما ارتبط بها من وقائع فى العامين 1881-1882 إلا بعد ثورة 1952 التى انحاز قادتها إلى انتفاضة عرابى أو ثورته، بينما قللوا من شأن ثورة 1919 وسعد زغلول. غير أن انتهاء مرحلة التجهيل لم يمنع استمرار الجهل بحقيقة دور أحمد عرابى فى بعض الأوساط. والمؤلم أن يقع بعض المثقفين ضحية هذا الجهل، لأن كسلهم يمنعهم من تقصى صحة رواية مزيفة عن دور عرابى قرأها هذا أو ذاك منهم هنا أو هناك. 

وفى التاريخ الحقيقى أن الاحتلال البريطانى كان جزءاً من الاستعمار الأوروبى الذى توسع فى تلك الحقبة، وتراكمت مقدماته منذ مطلع القرن التاسع عشر، إلى أن اكتملت عندما فُرضت الرقابة المالية على مصر فى سبعينيات ذلك القرن. 

وفى التاريخ أيضا أن يوم 9 سبتمبر 1881 كان مشهودا، وصار مُوَّثقا فى مذكرات عدد من الشهود مثل الشيخ محمد عبده الذى سجل وقائعه بأمانة رغم خلافه مع عرابي، وروى تفاصيل المواجهة بين زعيم وطنى مصرى وخديوى استهان بالشعب وجيشه، كما بالوطن الذى أحبه جده الأكبر محمد على وانتمى إليه بروحه، وهو الذى لم يكن من أبنائه. 

وفضلاً عن باحثين وكُتاَّب مصريين وثقوا أحداث ذلك اليوم، فقد كتب عنه آخرون فى بلدان عدة وكان أحدهم من شهوده، وهو السير ويلفريد بلنت فى كتابه «التاريخ السرى للاحتلال الإنجليزى لمصر». 

وقليلة هى التفاصيل غير الحقيقية التى وردت فى بعض الكتابات المعاصرة، وأهمها العبارة التى وُصفت على لسان عرابى ولم يثبت أنه قالها، وهى (لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً، ولن نورث أو نُستعبد بعد اليوم). لم يقل عرابى هذه العبارة، ولكنه مؤدى موقفه فى حواره العاصف مع الخديوى حمل معناها بصياغات مختلفة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة أحمد عرابى حقيقة أحمد عرابى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon