توقيت القاهرة المحلي 04:01:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصلاح مستحيل؟

  مصر اليوم -

إصلاح مستحيل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هى القضايا التى ينبغى بحثها فى الاجتماع الذى دعا إلى عقده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يوم الاثنين المقبل بشأن إصلاح الأمم المتحدة. غير أنه لا يوجد ما يدل على أن لديه رؤية لإجراء إصلاح حقيقى، رغم إدراكه مدى إلحاح هذا الإصلاح بعد أن تحولت المنظمة الدولية إلى ناد لقضاء «أوقات التسلية» وفق ما قاله عنها العام الماضى. 

يحتاج إصلاح الأمم المتحدة إلى ما هو أكثر بكثير من إعلان سياسى سينتهى إليه اجتماع ترامب وقادة العالم لدعم دور الأمين العام فى إجراء إصلاح لا يوجد اتفاق على ملامحه، وتكثر الخلافات بشأن تفاصيله. 

ونخشى أن يكون كل ما يسعى إليه ترامب هو تقليص عدد وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، وأن يكون هدفه النهائى محصوراً فى أن يؤدى ذلك إلى خفض ميزانيتها التى تبلغ 5.4 بليون دولار، وتسهم الولايات المتحدة بنحو 22% منها. إصلاح الأمم المتحدة تقليص وكالاتها ضرورى بالفعل، لأن الكثير منها أصبح لافتات، وكذلك خفض عدد العاملين فيها، ومراجعة المزايا التى يتمتع بها الموظفون فيها. ولكن هذا ليس إلا بنداً فى قائمة طويلة من الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الأمم المتحدة، وإعادة الحياة إليها، بعد أن تحولت إلى منبر خطابى يكثر فيه الكلام ويقل العمل، وتصدر عنه قرارات لا يجد كثير من أهمها وأكثرها انسجاماً مع ميثاقها طريقاً إلى الواقع. وكلما تفاقمت الأزمات، ازداد انكشاف الأمم المتحدة، وتجلى ضعف أجهزتها ووكالاتها كافة بدرجات متفاوتة، وتوسع نطاق الخروقات لقراراتها، وتحولت وظائفها إلى طقوس شكاية. 

وإذا كان ترامب راغباً فى إصلاح حقيقى للأمم المتحدة، فلابد أن يكون مستعداً لنقاش جاد حول أهم عناصر هذا الإصلاح، وهو حق النقض «الفيتو» الذى تحتكره خمس دول حصلت على عضوية دائمة فى مجلس الأمن وفق موازين القوى التى أسفرت عنها الحرب العالمية الثانية. فقد تحول هذا «الفيتو» إلى أداة لتعطيل عمل الجهاز الأكثر أهمية من الناحية العملية فى الأمم المتحدة، ومنعه من أداء وظائفه الحيوية. وما لم يكن ترامب مستعداً لقيادة مبادرة تهدف إلى تخلى الدول الخمس عن سلطة دولية غير مبررة فى مجلس الأمن، فسيظل إصلاح الأمم المتحدة مستحيلاً. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح مستحيل إصلاح مستحيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon