توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل أنت إنسان طبيعى؟

  مصر اليوم -

هل أنت إنسان طبيعى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يحدث فى بعض الأحيان أن يصف أحدنا الآخر بأنه «غير طبيعى» حين يبدو له أنه يقول أشياء غريبة أو يأتى بأفعال عجيبة. ويعنى ذلك اختزال فكرة الإنسان الطبيعى، وغير الطبيعى، فى مدى رضاء شخص آخر عنه. 

وتحمل عبارة إنسان غير طبيعى فى هذا السياق دلالة سلبية، ولكنها منبتة الصلة بالخلفية الفلسفية لمسألة الطبيعة وعلاقة الإنسان بها عبر التاريخ. فالاتجاه السائد فى الفكر الإنسانى منذ مطلع العصر الحديث يرى أن حياة الطبيعة التى عاشها الإنسان الأول كانت موحشة قاسية قائمة على صراعات دموية يفتك فيها الأقوى بالأضعف منه. 

ولأن أحداً لا يستطيع معرفة كيف كانت الحياة فى تلك المرحلة البعيدة، فقد انتشر هذا الاعتقاد منذ أن تبناه معظم فلاسفة العقد الاجتماعى الذين بنوا نظرياتهم على أن قسوة تلك الحياة فرضت أن تتفق مجموعات من البشر على تنظيم حياتهم فى صورة مجتمعات تحكمها سلطات تنازلوا لها عن بعض حرياتهم (أو كلها فى بعض النظريات) مقابل توفير المقومات اللازمة لحياة آمنة ومنظمة. 

وبهذا المعنى يكون الإنسان الطبيعى هو البدائى المتخلف الذى عاش حياة الغابة وتصرف كما الحيوانات. ولكن هذه النظرة بدأت فى التغير على استحياء منذ أن خالفها الفيلسوف الفرنسى الرائع جان جاك روسو (1712 ــ 1778)، على أساس عدم وجود دليل يؤكدها، وقدم تصوراً مضاداً لا دليل عليه بدوره وهو أن الإنسان الذى عاش حياة الطبيعة الأولى كان مسالماً وحراً على فطرته. 

ومن أهم إسهامات روسو فى هذا المجال كتابه العميق «أصول التفاوت بين البشر، وجذوره» الذى أحدث جدلاً واسعاً عند إصداره عام 1754، وقدم فيه أول تفسير طبقى لتأسيس المجتمع. 

وظلت نظرية روسو هذه محدودة الانتشار إلى أن بُدئ فى تطويرها فى دراسات عدة فى الأعوام الأخيرة، انطلاقاً من مراجعة النظرة السلبية الشائعة لحياة الإنسان القديم, وتقديم افتراض مضاد مفاده أن البشر لم يكونوا مسالمين وأحراراً فى تاريخهم كلهم إلا فى تلك المرحلة التى عاشوا فيها حياة الطبيعة على سجيتهم دون صراعات لعدم وجود مصالح يتقاتلون عليها، وخاصة فى المراحل التى أتاحت لهم الطبيعة فيها (وكانوا أعداداً قليلة) أن يعيشوا على ما تنبته قبل أن يكتشفوا النار وتدخل حياتهم مرحلة أخرى. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أنت إنسان طبيعى هل أنت إنسان طبيعى



GMT 08:24 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

بعد عمر طويل

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon