توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرقص فى حياتنا

  مصر اليوم -

الرقص فى حياتنا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما علقت فى “اجتهادات” يوم 10 أبريل الماضى على الجدل الذى احتدم حول مساحة الخاص والعام فى سلوك الإنسان حين يتحول جانب منه إلى “كليب” يُرفع على صفحة شخصية فى موقع “فيسبوك”، لم يكن منظمو الدورة السبعين لمهرجان “كان” السينمائى الدولى الكبير التى ستبدأ بعد أيام (17 مايو) قد اختاروا “بوستر” هذه الدورة.

كان الجدل المشار إليه بمناسبة وضع “كليب” لأستاذة جامعية وهى ترقص فى منزلها على صفحتها الشخصية فى موقع “فيسبوك”. وانصب تعليقى على دلالة إغفال المسألة الجوهرية التى ينبغى الاهتمام بها، وهى تأثير ثورة الاتصالات اللانهائية على العلاقة بين الحيز الخاص والمجال العام، والاستغراق عوضا عن ذلك فى خلاف مُخجل على فعل الرقص فى حد ذاته، وهل هو فن أم عمل مُشين يدخل فى مجال العيب أو الحرام. وكم تبدو المسافة بيننا وبين العالم الراهن شاسعة، حين نتأمل الرسالة المتضمنة فى اختيار صورة قديمة تعود إلى عام 1979 للفنانة الإيطالية الكبيرة كلوديا كاردينالى وهى ترقص لتكون “بوستر” الدورة الجديدة لمهرجان “كان” الذى يُعد أحد أهم مهرجانات السينما الكبري.تنطوى هذه الرسالة على احتفاء شديد بفن من أكثر الفنون تعبيراً عن الفرح والبهجة والحبور، فضلاً عن أن الكثير من أشكاله تعبر عن جانب أو آخر من ثقافة الفئات المختلفة فى المجتمعات، حيث يتنوع الرقص من تجلياته الشعبية المتنوعة إلى أكثر تعبيراته نخبوية. وفى معظم الأحيان، يكون لكل رقصة، وليس لكل نوع من الرقص فقط، سياقها الذى ظهرت فيه، ودلالتها الاجتماعية، ومنطقها الجمالي. ولذلك يؤكد بوستر دورة “كان” الجديدة يُعلَّموننا أن الفنون مرتبطة ببعضها، بما فيها الرقص. وهذا احتفاء بفن يُبتذل أحد أشكاله “الرقص البلدي” فى بلادنا من خلال تحويله إلى تجارة رخيصة تقوم على إثارة الغرائز، بدلاً من إثارة البهجة، وتجاهل أبعاده الاجتماعية والجهل بالسياق التاريخى لتطوره فى غياب دراسات علمية رصينة عن علاقته بتطورات المجتمع من نوع ما كتبه الراحل الكبير د. إدوارد سعيد عام 1990 عن الفنانة القديرة تحية كاريوكا. ولذلك فعندما يدرك قطاع واسع من المجتمع معنى الرقص فى حياتنا، وأهميته، ستكون هذه إحدى العلامات الدالة على شفاء عقولنا وقلوبنا. 

صحيفة : الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرقص فى حياتنا الرقص فى حياتنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon