توقيت القاهرة المحلي 16:53:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هرم بلا قاعدة

  مصر اليوم -

هرم بلا قاعدة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

وصف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس حالة تنظيم «داعش» بعد الهزائم الكبيرة التي تلقاها في سوريا والعراق بأنه أصبح بمنزلة هرم بلا قاعدة. وكان أحد كبار رجال المخابرات المركزية الأمريكية «سي.آي.إيه» قد استخدم تعبيراً قريباً من المعني الذي قصده ماتيس عندما قال إن «داعش» صار رأساً بلا جسم.

يبدو تقدير حالة «داعش» علي هذا النحو صحيحاً في بعض جوانبه. ولكنه لا يعبر عن الواقع بدقة، وربما يكون الأمريكيون الذين يتبنون هذا التقدير متأثرين بما حدث لتنظيم «القاعدة» بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في الفترة التالية لهجمات 11 سبتمبر 2001.

ولكنهم يغفلون فرقين مهمين. الأول أن «القاعدة» كان في أصله رأساً يعتمد علي قواعد متناثرة في عدد من البلدان، أو متنقلة بينها. وما حدث بعد ضرب معقله في أفغانستان، ومطاردة أهم قادته، أن الاتصال أصبح صعباً بين رأسه وقواعده تلك، لأنه اعتمد علي وسائل تقليدية. وتختلف حالة «داعش» لاعتماده علي الفضاء الإلكتروني الذي يوجد فيه متسع دائماً. ولذلك مازال التنظيم يؤثر بطريق غير مباشر في توجهات وسلوك أفراد يتطرفون ويتجهون إلي العنف، فيما يُطلق عليه ظاهرة «الذئاب المنفردة».

والفرق الثاني أن «داعش» تجربة غير مسبوقة لم يسبقه علي مثلها تنظيم إرهابي آخر, لأنه سيطر بشكل كامل علي مساحات كبيرة من أراضي سوريا والعراق، وأقام فيها سلطة دينية بكل أجهزتها تقريباً، في حين كان تنظيم «القاعدة» ضيفاً في أفغانستان تحت حكم حركة «طالبان». ولكن هذه الأراضي لم تكن قاعدة «داعش» الوحيدة، لأن التنظيمات الإرهابية التي بايعت زعيمه في عدد من البلدان تعد امتداداً لها. وقد أصبح هذا الامتداد هو القاعدة الأساسية، إلي جانب قاعدة غير منظورة متمثلة في أفراد يتأثرون به، ويستخدمون أساليب جديدة يرشدهم إليها مثل الدهس والطعن اللذين توسع نطاق اللجوء إليهما بعد تسجيل صوتي بثه التنظيم ودعا فيه من لا يستطيعون القيام بعمليات تفجير أن يعتمدوا علي هذين الأسلوبين باعتبارهما الأسهل.

والحال أن «داعش» مازال يعتمد علي قاعدة مزدوجة، ولم يصبح بعد رأساً بلا جسم أو هرماً بلا قاعدة، بخلاف ما يعتقده مسئولون أمريكيون دأبوا علي إساءة تقدير الوضع في المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هرم بلا قاعدة هرم بلا قاعدة



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon