توقيت القاهرة المحلي 18:04:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة نخبتنا العلمية

  مصر اليوم -

أزمة نخبتنا العلمية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

إسهام حقيقى وإضافة ثرية بحق. هذا أقل ما يمكن قوله عن كتاب «النخبة العلمية المصرية .. التكوين «الدور» المصير، 1805-1975» للدكتور أحمد محمود عبدالجواد، والذى يُعد أول دراسة منهجية للنخبة العلمية، ولأي نخبة فى مصر بشكل عام.

الرؤية واضحة لدى المؤلف منذ السطر الأول. والسؤال البحثى، الذى تتوقف عليه أهمية أي دراسة، مُحدَّد للغاية، وهو عن أسباب ضعف الإنتاج العلمى والتقنى وتخلفه فى مصر مقارنة ببلدان أخرى تكونت نخبها العلمية فى فترة تالية لتلك التى بدأ تكوينها عندنا، مثل اليابان والصين وروسيا والهند.

فقد أصبحت النخب العلمية فى هذه البلدان مشاركة فى الانفتاح العلمى والتقنى للعلم الحديث الذى تقوده النخب العلمية فى أوروبا وأمريكا وكندا. السؤال، إذن، هو: لماذا عجزت النخبة العلمية المصرية، رغم قِدمها من حيث التكوين، عن المساهمة فى الإنتاج العلمى الذى يحدث فى العالم، عن القيام بدورها فى تحديث الإنتاج فى بلدنا؟ يغوص المؤلف فى أعماق مسألة العلم والمشتغلين به، أى من يسميهم النخبة العلمية، فى مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر، ويُحلَّل البنية المعرفية والمؤسسية لهذه النخبة، ويبحث فى موقفها من مكونات النموذج العلمى المعرفى الحديث.

ويستحيل تلخيص أهم ما يتضمنه هذا الكتاب الثرى، أو إيجاز أبرز ما خلص إليه. ومع ذلك ربما يجوز، على سبيل الاجتهاد، القول إن تمييز المؤلف بين الشقين العلمى والمعرفى فى العلم الحديث يُعد أحد أهم إسهاماته فى هذا الكتاب. فقد أخذنا فى رحلة بحثية طويلة لشرح كيف أن النخبة العلمية المصرية افتقرت إلى المًكَّون المعرفى والقيمى للعلم الحديث، بخلاف نخب علمية فى بلدان أخرى.

والمقصود بهذا المُكَّون الأنساق والأفكار والقيم، والبناء النظرى اللازم لصياغة النظريات العلمية، الأمر الذى لا يتيسر بدونه المشاركة فى الإنتاج الدولى للعلم. ولكن التكوين الفكرى-الثقافى للنخب العلمية المصرية جعلها بعيدة عن المُكَّون المعرفى للعلم، فاقتصر دورها على محاكاة التطبيقات العلمية والتقنية.

وأدى ذلك إلى إضعاف قدرتها على صياغة السياسات والخطط العلمية، وتكوين الفرق البحثية التى تتميز بالتعاون والتكامل، وضعف إنتاجها العلمى فى الأغلب الأعم.

تحية للدكتور عبد الجواد، وللهيئة العامة للكتاب التى نشرت هذا العمل غير المسبوق فى مجاله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة نخبتنا العلمية أزمة نخبتنا العلمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon