توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديسباسيتو

  مصر اليوم -

ديسباسيتو

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ما أجمل أن نجد من وقت إلى آخر، أضواء تحفظ الأمل فى تحديث المجتمع وسط عتمة التوجهات المحافظة الغالبة فيه، والمسيطرة على قطاعات واسعة منه. أخذت الحداثة التى عرف المصريون طريقاً إليها منذ منتصف القرن التاسع عشر فى التراجع منذ سبعينيات القرن الماضى عندما بدأ الإسلام السياسى رحلة صعوده، وانتشرت الجماعات السلفية كالنار فى الهشيم، وازدادت أعداد المصريين الذين تأثروا بالتوجهات المحافظة فى مجتمعات ذهبوا للعمل فيها. ومع ذلك، يزداد اهتمام الأجيال الأصغر من المصريين بالفن العالمي، ومتابعتهم له، وتفاعلهم معه، كما يحدث الآن بشأن الأغنية الراقصة التى صارت الأكثر انتشاراً فى العالم «ديسباسيتو». وقد يستغرب البعض من أن يكون حجم التفاعل مع أغنية ما دالاً على حالة الحداثة فى مجتمع، أو مؤشراً على أن شعلتها لم تنطفئ. غير أن لأغنية »ديسباسيتو« أهمية خاصة فى هذا المجال لسببين على الأقل أولهما الانتشار الهائل الذى حققته فى أنحاء العالم كافة، إذ يفيد آخر احصاء نشرته شركة «يونيفرسال ميوزيك» فى منتصف يوليو الحالى أن عدد مرات بثها عبر منصات بارزة فى شبكة «الانترنت» وصل إلى 4.6 مليار مرة، أى أن أكثر من نصف سكان العالم البالغ عددهم سبعة مليارات سمعوها وشاهدوها.

وعندما يتخطى أى عمل إنسانى الحدود على هذا النحو، ويُحقق رقماً قياسيا غير مسبوق فى أى من أمور الحياة، لابد أن يكتسب قيمة عالمية تؤهله لأن يكون مقياساً لعلاقة أى مجتمع بالعالم، ومؤشرا على وجود قابلية للحداثة من عدمه.

والعامل الثاني، أن لغة الأغنية «الاسبانية» ليست واسعة الانتشار، بل محصورة فى أمريكا اللاتينية إلى جانب اسبانيا بالطبع. ولذلك يؤكد انتشار الأغنية فى أرجاء العالم أن الموسيقى الحديثة صارت لغة عالمية تخلق موجة جديدة من الحداثة تتجاوز الفن إلى الحياة فى مجملها. والملاحظ أن الإيقاعات الراقصة لموسيقى البوب فى هذه الأغنية تحمل الكثير من البهجة، التى يزداد شوق الناس إليها كلما ازدادت صعوبات الحياة، والمرح الذى يبحثون عنه فى كل مكان. وإذا كانت الحداثة نمط حياة، مثلما هى طريقة فى التفكير، تصبح «ديسباسيتو» معبرة عنها بامتياز، وصالحة لقياس مستوى التقدم فى المجتمعات الحديثة، ومدى استعداد المجتمعات التى ضلت طريق الحداثة للعودة إليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديسباسيتو ديسباسيتو



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon