توقيت القاهرة المحلي 09:39:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بونابرت رابع!

  مصر اليوم -

بونابرت رابع

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

مختلفا كثيرا عن الرؤساء السابقين. هكذا بدا الرئيس إيمانويل ماكرون خلال احتفالات فرنسا بعيدها الوطنى قبل أيام. يشى سلوكه، الذى يمكن وصفه بأنه «فوق رئاسي»، بصحة توقعات ذهبت الى أنه يريد أن يكون «رئيساً ـ ملكاً» على النمط البونابرتي. لم يظهر على مدى شهرين أمضاها فى الإليزيه ما يدل على تقديره قيمة أن يكون هو شخصياً ظاهرة سياسية جديدة. صعد ماكرون فى أوساط الطبقة السياسية الفرنسية بسرعة مذهلة. ورغم السخط الشعبى على هذه الطبقة، وجد عدد يعتد به من الفرنسيين فيه حلاً لأزمتها. 

غريب ألاَّ يُقدَّر ماكرون قيمة تجربته هذه التى تحمل فى طياتها ملامح ظاهرة سياسية جديدة يمكن أن يُطلق عليها فى حال اكتمالها «الماكرونية»0 

لم يشرع فى أى من المهام التى يتعين عليه القيام بها، وفى مقدمتها تحريك الجمود الذى خيم على المؤسسات الديمقراطية، واستعادة الحيوية السياسية، وفتح مناقشات جادة حول القضايا الرئيسية التى ينتظر الفرنسيون سياسات جديدة بشأنها. لم ينشغل ماكرون حتى الآن إلا برسم الصورة التى يبدو أنه يريدها لنفسه، وهى صورة زعيم يقف فوق المؤسسات والقوى الاجتماعية والسياسية كلها، ويخاطب الشعب بشكل مباشر، ناسياً فيما يبدو أنه لم يحصل سوى على ثلث أصوات الناخبين الذين يحق لهم التصويت. وهذا تفويض محدود للغاية لا يسمح له بتجاوز مؤسسات بعضها منتخب مثل البرلمان. 

يبدو ماكرون مهجوساً بالظاهرة البونابرتية التى باتت جزءاً من تاريخ مضي، على نحو قد يطفئ الوهج الذى اقترن بصعوده السياسي، ويؤدى إلى انحسار الظاهرة «الماكرونية» قبل أن تتبلور فى صيغة سياسية قد تعبر حدود فرنسا وتسهم فى تجديد دماء بعض الديمقراطيات الغربية. وإذا مضى فى هذا الاتجاه سيُفرَّط فى الممكن الضرورى من أجل المستحيل. فهو لن يكون بونابرت رابعاً، لاستحالة إعادة إنتاج نابليون الأول، ونابليون الثالث، اللذين كان كل منهما ابن مرحلته فى نهاية القرن 18، ومنتصف القرن 19. وقد فشل ديجول قبله فى أن يكون بونابرت رابعاً فى ستينيات القرن 20. 

ولذا لن يسفر تطلعه لأن يكون بونابرت جديداً إلا خسارة فرنسا فرصة فريدة للانطلاق إلى الأمام0 وعندئذ سيكون اليمين المتطرف هو الرابح الأول من انحسار «الماكرونية» قبل أن تتبلور وتقدَّم صيغة تعيد الحيوية للنظام الديمقراطي. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بونابرت رابع بونابرت رابع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon