توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين ضاع عقلنا ؟

  مصر اليوم -

أين ضاع عقلنا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

“أن تكون قاصراً عقلياً يعنى أنك غير قادر على استخدام عقلك بدون وصاية شخص آخر وتوجيهاته. فالإنسان مسئول عن هذه الحالة إذا لم يكن سببها نقصاً فى عقله وإنما نقص فى شجاعته وجرأته.

ولذلك فلتتجرأ أيها الإنسان لكى تعرف، ولتكن لك الشجاعة اللازمة لاستخدام عقلك”. هذا النص هو وصية الفيلسوف إيمانويل كانط أبرز فلاسفة عصر التنوير لنا .. للبشرية وللإنسان فى كل مكان. إنها وصية التنوير الذى قام كانط بأهم دور فى تحديد أسسه فى أوروبا. 

يحلو لى من وقت إلى آخر أن أعود إلى هذه الوصية فى أحد أكبر أعمال كانط من حيث القيمة وأصغرها من حيث الحجم، والذى سماه “ما هو التنوير؟”. وكلما رجعت إليه، شعرت بأن الغيبوبة التى دخلنا فيها تزداد ولا تقل، وأننا فى حالة عجز شديد عن استخدام عقلنا. 

كانت مشكلتنا منذ أكثر من قرنين عندما بدأنا الخطوة الأولى المترددة نحو العصر الحديث هى أن البيئة المجتمعية مقاومة للتنوير بسبب تعود كثير من شرائح المجتمع على تجميد العقل. وهذه هى حالة الطفولة العقلية التى تحدث عنها كانط، وقال إنها مريحة لأنها تعفى الإنسان من مسئولية التفكير وما يترتب عليه من اختيارات. 

فهناك تدهور مستمر فى حالة العقل فى مجتمعنا تدفع معظم المستنيرين الذين يفترض أن يحملوا وصية كانط إلى التكيف مع هذه الحالة بدلاً من السعى إلى تغييرها. 

فهل من مخرج من هذه الحالة؟ الإجابة التى قدمها كانط قبل 230 عاماً هى أن الحرية تفتح الباب أمام التنوير. وقال إنه لكى ينتشر التنوير لا يلزمنا إلا الحرية التى تتيح للإنسان الحق فى استخدام عقله بدون خوف فى مختلف المجالات. ومازالت هذه الإجابة هى الأكثر صواباً عندما نسأل اليوم عن مخرج من الدائرة المفرغة التى ندور فيها منذ مطلع القرن التاسع عشر، أو عن طريق للتحرر من التفكير الخرافى الذى لا يسرى فى مجتمع إلا أغلق أبواب التقدم، ربط كانط فتح هذه الطريق بتوفر الظروف التى يصبح فيها الإنسان مستعداً لتحرير روحه من الأغلال والقيود. وعندئذ ينتشر نور العقل، ويطلق طاقات المجتمع الإبداعية والابتكارية، فيتغير وجه الحياة على الأرض. 

المصدر: صحيفة الأهرام اليومي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين ضاع عقلنا أين ضاع عقلنا



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon