توقيت القاهرة المحلي 17:51:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السرطان .. أم السم؟

  مصر اليوم -

السرطان  أم السم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

بلغت الإثارة ذروتها فى قصة وفاة الشاعر الشيلى العالمى الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1971 بابلونيرودا. أعلن الخبراء الدوليون، الذين استعان بهم القضاء فى شيلى لحسم سبب وفاته، أنهم باتوا متأكدين من أنه لم يمت نتيجة سرطان البروستاتا، بخلاف ما ورد فى وثيقة الوفاة الرسمية عام 1973.

كان نيرودا أحد أشهر شعراء العالم فى عصره. أبدع شعرا جميلا على غير عادة الشعراء الملتزمين أيديولوجيا وحزبيا. فقد اعتنق الماركسية، وآمن بها، وانضم إلى حزب شيوعي. ولكن شعره لم يتأثر كلياً بالأسر الذى يقع فيه الشاعر الملتزم حزبيا وأيديولوجيا. ورغم ذلك كان مُلهما للتيارات اليسارية فى غير قليل من البلدان، ومنها مصر التى مازالت ذاكرة الفن فيها تحفظ أغنية مؤثرة كتبها الشاعر الكبير سمير عبد الباقي، وغناها الفنان المبدع الراحل عدلى فخري. خاطبت الأغنية نيرودا: (صوتك فوق موج البحور لقلوبنا سارى .. زى ابتسامة الطفل فى القلب اليساري).

ساند نيرودا بالطبع التحول الذى أحدثه الرئيس سلفادور الليندى نحو الاشتراكية بعد فوزه فى الانتخابات، إلى أن حدث الانقلاب الذى دعمته المخابرات المركزية الأمريكية فى سبتمبر 1973. وكان نيرودا مريضا فى المستشفي، وتوفى بعد 12 يوما على ذلك الانقلاب، وأُعلن أنه مات بسبب تفاقم إصابته بالسرطان.

ولذلك ظلت هناك شكوك فى سبب وفاته، وخصوصا بعد أن أعلن سائقه أنه حُقن فى بطنه حين كان نائما فى اليوم الذى توفى فيه. وقرر القضاء قبل أربع سنوات استخراج رفاته وإجراء اختبارات طبية عليها للتأكد من سبب وفاته. ودعمت الفحوص الأولية الاعتقاد فى أنه قُتل بمادة سامة، وأن إصابته بالسرطان لم تكن قد بلغت المدى الذى يؤدى إلى الوفاة. وتحول هذا الاعتقاد إلى يقين قبل أيام، إذ أعلن الطبيب أوريليو لونا باسم فريق الخبراء المكلفين بتحديد سبب وفاته أنهم صاروا متأكدين أنه لم يمت نتيجة إصابته بالسرطان، وأن الاختبارات التى أجروها أسفرت عن اكتشاف نوع غامض من البكتيريا العنقودية يعتقدون أنه حُقن بها وأدت إلى تسميم جسده.

ويبدو، على هذا النحو، أن الغموض الذى ظل محيطا بوفاة نيرودا لأكثر من أربعة عقود سينجلى فى وقت قريب، بعد أن بدا أن الحقيقة دُفنت معه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السرطان  أم السم السرطان  أم السم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon