توقيت القاهرة المحلي 09:30:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فن يُعوض عن السياسة

  مصر اليوم -

فن يُعوض عن السياسة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 سيظل الحلم الذى غنت له، واختارته اسماً لأحد ألبوماتها، مستمراً مادامت فلسطين تنجب فنانين وأدباء مثلها. إنها الفنانة الفلسطينية الجميلة ريم بنا التى غادرت عالمنا قبل أيام بعد سنوات طويلة من آلام مرض لم يقعدها عن مواصلة نضالها بواسطة إبداعها الفنى إلا عندما أصاب أحبالها الصوتية.

أمثال ريم بنا يُعَّوضون بإبداعاتهم جزءاً من الخسائر المهولة التى يتسبب فيها سياسيون فلسطينيون من مختلف الفصائل والاتجاهات، أو معظمها. يحافظ إبداع فنانين وأدباء، مثل ريم بنا، على القضية حية رغم أن صراعات السياسيين الفلسطينيين أنهكتها حتى باتت اليوم كما لو أنها فى حال موت إكلينيكى.

نشأت أجيال من الفلسطينيين على فن ريم بنا المبدع، وسينشأ غيرهم، بفضل أغانيها الوطنية للأطفال. الغناء للأطفال، فى الوضع الفلسطينى، وبطريقة ريم بنا المحببة، نوع من النضال الوطنى الذى يبقى أثره عبر الزمن، إذ تتردد أصداء صوتها فى أغان يزداد انتشارها كل يوم، وخاصة أنها أعادت تقديم تراث غنائى فلسطينى كان ممكناً أن يندثر، إلى جانب الأغانى الجديدة التى كتبتها ولحنتها.

وبفضل إبداعها، صارت أغانى الأطفال الوطنية فى بيوت الفلسطينيين الذين لا يزالون قابضين على جمر قضيتهم، ولم ينخرطوا فى صراعات صغيرة لا تتوقف بين الفصائل التى صارت عبئاً عليهم، وظلوا يبحثون عما يُبقى فى قلوبهم الأمل، ووجدوه فى إبداعها.

لقد كان فن ريم بنا، وسيبقى، ملجأ لهؤلاء الذين يجدون فيه تعبيراً عن وجدانهم ومعاناتهم. يسمعون أغانيها التى تُلهمهم إصراراً وتصميماً فى ألبومات مثل «مرايا الروح»، و«مواسم البنفسج»، و«أغانى حب من فلسطين»، و«تجليات الوجد والثورة». أما ألبوم «صرخة من القدس»، الذى شاركها فيه فنانون فلسطينيون آخرون، فهو من أكثر ألبوماتها إثارة للشجن الممزوج بتحدى أسوأ احتلال فى تاريخ الظاهرة الاستعمارية0

والحال أن إبداع ريم بنا، وصوتها، اللذين انبثقا من قلب فلسطين 1948 فى مدينة الناصرة، سيبقيان ملهمين لكثير من العرب المؤمنين بعدالة القضية التى تعرضت لأكبر ظلم فى هذا العصر، سواء من المحتلين الإسرائيليين، أو من القوى الدولية الكبرى، أو من الفصائل الفلسطينية التى هزمت هذه القضية، وفعلت فيها ما لم يكن فى استطاعة أى احتلال أن يفعله.

نقلاً عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن يُعوض عن السياسة فن يُعوض عن السياسة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon