توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هكذا رسَّخنا بلفور!

  مصر اليوم -

هكذا رسَّخنا بلفور

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

الاتجاه العام فى التعليقات التى تلقيتها على اجتهادات الخميس الماضى «حدود مسئولية بلفور» هو الاختلاف على فكرته الأساسية التى تتلخص فى أن مسئولية العرب عن تمكين الصهاينة من فلسطين لا تقل عن مسئولية وزير خارجية بريطانيا الذى أعطاهم عام 1917 وعداً بإقامة كيان قومى لهم. الاعتقاد السائد أن وعد بلفور كان العامل الرئيسى فى إقامة الكيان الصهيوني. وهذا طبيعى نتيجة التأثر بالاتجاه الغالب فى التأريخ لقضية فلسطين على مدى عقود طويلة. ففى كتابتنا للتاريخ، كما فى تعاملنا مع الحاضر ونظرتنا إلى المستقبل، لا نحب الاعتراف بأخطائنا، بل نهرب منها، ونبحث عن شماعات نُعلَّق عليها إخفاقاتنا فى هذا المجال أو ذاك. ولذلك أسقطنا فى كثير من كتاباتنا التاريخية مسئولية العرب عن إهدار فرصة التطور الذى حدث فى موقف بريطانيا عقب انتفاضة 1936 فى فلسطين، عندما دعت حكومة تشمبرلين إلى مؤتمر فى لندن فى بداية 1939 لبحث مقترحات جديدة بشأن استقلال فلسطين، ثم أصدرت تلك المقترحات فى وثيقة عُرفت باسم «الورقة البيضاء» صدرت فى مايو من العام نفسه. لا يعرف كثير منا أن تلك الورقة تضمنت وعداً للفلسطينيين أكثر أهمية من وعد بلفور، بل يلغيه فعلياً وربما صراحة، وهو استقلال فلسطين بعد عشر سنوات، وفق معاهدة معها (بريطانية - فلسطينية) على غرار معاهدة 1936 مع مصر، إلى جانب الحد من الهجرة اليهودية. 

فكيف تصرفنا رفض ممثلو الدول العربية فى مؤتمر لندن المقترحات التى كان ممكناً أن تغير مسار التاريخ. كما رفضوا «الورقة البيضاء» عند إعلانها، ومضوا مغمضى الأعين وراء الموقف الارتجالى الذى تبناه الزعيم الفلسطينى الحاج أمين الحسيني. 

كان رفض العرب وعد حكومة تشمبرلين هو الذى رسَّخ وعد بلفور. وانتهز الصهاينة الفرصة, وتحركوا بسرعة لإنجاز مشروعهم الاستيطانى لان الموقف العربى فتح الباب أمامهم على مصراعيه, خاصة بعد أن انحاز الحسينى وتياره إلى الألمان فى الحرب العالمية الثانية، وتوجه إلى العراق عام 1941 والتحق بحركة رشيد عالى الكيلانى الموالية للنازية، ووضع الشعب الفلسطينى وقضيته بالتالى فى صف المهزومين فى تلك الحرب. 

والحال أن وعد بلفور لم يكن إلا حجراً صغيراً فى المشروع الصهيونى الذى بُنيت أعمدته الأساسية على أخطاء وخطايا ارتكبها العرب منذ عام 1939. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا رسَّخنا بلفور هكذا رسَّخنا بلفور



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon