توقيت القاهرة المحلي 16:53:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أين التمويل؟

  مصر اليوم -

من أين التمويل

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يتفق البنك الدولى ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «أسكوا» على ضخامة التكلفة اللازمة لعملية إعادة اعمار سوريا، رغم اختلافهما حول بعض تفاصيلها. 

تكلفة الحرب السورية وصلت إلى 327 مليار دولار وفقاً لتقدير «برنامج الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا» الذى يعمل فى إطار «أسكواس» البنك الدولى يعتمد منهجاً آخر، وهو تقدير الخسارة التراكمية فى إجمالى الناتج المحلى السورى، التى تبلغ 226 مليار دولار. 

ولكن هذين ليسا إلا تقديرين أوليين لحصاد الهشيم السورى بعد ست سنوات على حرب داخلية شاركت فيها قوى إقليمية ودولية. والأرجح أن التكلفة الفعلية ستكون أكثر مما يُقدَّره خبراء البنك الدولى والبرنامج الذى يعمل فى إطار «أسكوا» عندما تُحسب فعلياً عن طريق عمليات حصر واقعية. ويبدو خبراء برنامج «أسكوا» متفائلين إلى حد يبعدهم عن الواقع عندما يُقدَّرون قيمة الدمار الفعلى بنحو مائة مليار دولار فقط، أى أقل مما يعتبرونه خسارة ناتجة عن الفرص الضائعة. 

كما أن تقدير البنك الدولى يعتمد على دراسة اقتصرت على عشر مدن فقط، أى أنه تقدير انتقائى، فضلاً عن أنه نظرى لا يستند على أى مسوح ميدانية. كما أن الدمار الذى لحق بالمنازل ليس إلا جزءا من الحصاد الرهيب لكارثة تشمل جزءا كبيرا من البنية التحتية يصعب تقديره نظريا. 

ولكن السؤال الجوهرى هو : كيفية تمويل هذه العملية فى الوقت الذى تلتزم فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية الصمت بشأنها، وتتجاهل مناشدات روسيا المتكررة للبدء فى وضع مشروع كبير لهذا الغرض. 

ولا يعود عدم اهتمامها حتى الآن إلى أسباب سياسية فقط. فمن الطبيعى أنها ترغب فى استكشاف ما سيكون عليه الوضع فى سوريا، ونوع نظام الحكم الذى سينتج عن الحل السياسى فى النهاية، قبل أن تضع موضوع إعادة الاعمار على جدول أعمالها. 

غير أنه حتى إذا أمكن التوصل إلى حل يرضيها، فلن يكون هذا كافياً لتوقع إقبالها على مشاركة قوية فى إعادة الاعمار، لأن اقتصاداتها ليست على ما يرام. الاقتصادات الأوروبية، باستثناء ألمانيا، تمر فى مرحلة صعبة. وليس هناك ما يُغرى الولايات المتحدة بدعم إعادة اعمار سوريا التى تركتها لروسيا، فى الوقت الذى يرفع رئيسها شعار أمريكا أولاً. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أين التمويل من أين التمويل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon