توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احتلال .. أم انفصال؟

  مصر اليوم -

احتلال  أم انفصال

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 انكشف موقف من يبررون العملية العسكرية التركية المسماة «غصن الزيتون» فى عفرين السورية، بعد أن طلبت «وحدات حماية الشعب» التى تتصدى لهذا الاعتداء المساعدة من نظام بشار الأسد. اعتمد تبرير هذا الاعتداء على أن «وحدات حماية الشعب» تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى، وأن سيطرتها على عفرين تهدف إلى فصل المناطق ذات الأغلبية الكردية فى شمال سوريا، وإقامة دولة فيها.

كان التبرير متهافتاً منذ البداية لأن حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى ليس انفصالياً، بل يهدف إلى إقامة نظام ديمقراطى فى عموم سوريا على أساس فيدرالى. كما أن اتهامه بأنه تابع لحزب العمال الكردستانى التركى يتعارض مع الاتهام الخاص بأنه يريد فصل المناطق التى يسيطر عليها فى شمال سوريا.

تجمع الحزبين الكرديين التركى والسورى مرجعية تقوم على الإصلاح الداخلى، وليس على الانفصال، بخلاف الحزب الديمقراطى الكردستانى فى العراق مثلاً. ولذلك لم يكن غريباً أن يطلب حزب العمال الديمقراطى الكردى دخول قوات تابعة للنظام السورى إلى عفرين للمساعدة فى التصدى للاعتداء التركى. فهذا الحزب يعتبر نفسه جزءاً من سوريا، ويريد المحافظة على وحدتها، ولكنه يؤمن بأن الطريق إلى هذه الوحدة يبدأ باحترام التعدد والتنوع والتفاعل الحر بين مختلف المكونات العرقية والدينية والمذهبية وغيرها.

وانكشف موقف أتباع أردوغان أكثر عندما صمتوا تجاه اعتداء قواته على الوحدات التابعة للنظام السورى عندما دخلت إلى عفرين. وينطوى هذا الانكشاف على ما هو أكثر من تبعية مُهينة لنظام أردوغان، إذ يكشف فى الأساس خللاً بنيوياً فى تفكير بعض العرب الذين نشأوا على معاداة الأكراد، ولم يحاولوا فهم طبيعة قضيتهم أو إدراك أبعاد مأساتهم، ولم يفكروا فى مد جسور معهم من أجل بناء وحدة وطنية حقيقية فى البلاد التى توجد فيها أعداد كبيرة من الأكراد، مثل سوريا والعراق.

فقد ظل هؤلاء العرب المعادون للأكراد أسرى صور نمطية سلبية عنهم على مدى عقود، وباتت عقولهم عاجزة عن التفكير بعيداً عن هذه الصور، وغير قادرة على إدراك واقع تفيد معطياته أن السوريين منهم لا يهدفون إلى الانفصال.

ونظراً لتعطيل عقولهم على هذا النحو، صاروا يفضلون احتلالاً تركياً لشمال سوريا على ما يتخيلونه رغبة كردية فى الانفصال.


نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتلال  أم انفصال احتلال  أم انفصال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon