توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختبار تاريخى

  مصر اليوم -

اختبار تاريخى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

المغامرة هى الجامع الوحيد الآن بين الحركات الانفصالية فى كتالونيا، والحكومة الأسبانية. تختلفان فى كل شىء، إلا السياسات الارتجالية. قررت الحركات الانفصالية أن تخوض الصراع من أجل الانفصال بطريقة لاعب القمار، ومضت نحو الانفصال بطريقة ارتجالية. انتهت المغامرة بإعلان الحكومة الأسبانية إلغاء الحكم الذاتى الواسع, وإقالة كبار المسئولين فى الإقليم وإحالتهم إلى القضاء. وبدلاً من أن تتصرف الحكومة الأسبانية بطريقة أكثر حكمة، وتخطط للحفاظ على الانتصار الذى حققته بسبب ارتجالية المغامرة الانفصالية، مضت فى مغامرة مضادة ستجعل الانتخابات المحلية التى أعلنت إجراءها فى إقليم كاتالونيا فى 23 ديسمبر القادم اختباراً تاريخياً تؤثر نتيجته فى مستقبل أوروبا كلها. 

تراهن حكومة مدريد على مؤشرات تفيد أن الكثير من رافضى الانفصال لم يشاركوا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى أعطت أغلبية طفيفة لمؤيديه، وأن مؤيدى الاستقلال لم يزدادوا فى الفترة الأخيرة رغم العنف الذى استخدمته لمنع إجراء الاستفتاء على الانفصال فى الأول من أكتوبر الماضى0 وإذا صحت هذه المؤشرات، ستكون نتيجة الانتخابات هزيمة لمشروع الانفصال ليس فى كتالونيا فقط، بل فى عدد معتبر من الأقاليم فى أوروبا. أما إذا أظهرت الانتخابات أن مؤيدى الانفصال ازدادوا، وصاروا أغلبية لاشك فيها، لن تكون حكومة مدريد وحدها فى مأزق، بل أوروبا كلها. 

ومثلما تعامل انفصاليو كتالونيا مع قضيتهم بارتجالية أدخلتهم فى مغامرة بطعم المقامرة، ارتكبت حكومة مدريد أخطاء كبيرة قد تُدخلها فى مغامرة بطريقة أخرى. ولعل أهم هذه الأخطاء إعادة فرض السلطة المركزية على إقليم كاتالونيا، وإلغاء الحكم الذاتى. 

وتعود فداحة هذا الخطأ إلى تجاهل سؤال مهم جداً عن أثر ما فعلته حكومة مدريد فى موقف من رفضوا الانفصال طول الفترة الماضية اكتفاءً بالحكم الذاتى الذى كان أحد أهم عوامل تفضيلهم البقاء ضمن أسبانيا مادام هذا الحكم أتاح لهم ممارسة حريتهم وحقوقهم القومية بلا قيود وبدون أن يشعروا بهيمنة عليهم. 

ولكن مازال فى إمكان حكومة مدريد أن تتدارك الخطأ, وتُعيد العمل بالحكم الذاتى، لكى تُجرى انتخابات 23 ديسمبر فى إطاره. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختبار تاريخى اختبار تاريخى



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon