توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كل هذه «المولات»!

  مصر اليوم -

كل هذه «المولات»

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

يشاهد الناس فى عدد من مناطق القاهرة الآن عملا جاريا فى مواقع مختلفة منها, وعلى مساحات هائلة فى بعضها, لإنشاء مراكز تجارية عملاقة «مولات». 

مازال نهم المصريين، سواء مستثمرين أو مستهلكين، إلى «المولات» مستمراً بل ربما يبدو متزايدا رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية وقسوتها. فقد شهدت فترة الركود الاقتصادى الشديد خلال السنوات الأخيرة بناء عدة «مولات» ضخمة يقتصر المعروض فى أحدها على الأقل ( بالقاهرة الجديدة) على سلع أجنبية. 

وهذا أمر غريب فى حد ذاته لأن أحد مظاهر الركود الاقتصادى, فى أكثر تعريفاته بساطة, هو تراجع الطلب على السلع والخدمات إما بسبب ضعف القدرة الشرائية أو نتيجة ميل عدد متزايد من المستهلكين إلى انتظار ما ستسفر عنه الأوضاع, أو للسببين معا. ويقترن ذلك بتراجع حركة السوق وتعرض بعض المستثمرين لخسائر متفاوتة. 

وفى مقدمة من يخسرون فى مثل هذه الظروف أصحاب المحال ذات الإيجار المرتفع. 

وليست هناك إيجارات لمحال أكثر ارتفاعا من تلك التى توجد فى معظم «المولات» التجارية. ولذلك يبدو مدهشا بناء المزيد منها وبالتالى زيادة أعداد المحال المرتفعة إيجارها فى مثل هذه الظروف. وربما يكون من يشَّيدون «مولات» جديدة الآن متفائلين بسرعة انتهاء الركود. وهذا هو ما نرجوه معهم. 

ولكن الإقبال على تشييد «مولات» جديدة ضخمة يثير قضية أكثر أهمية بشأن مدى قابلية مصر للتقدم الذى بات يقترن فى أحد جوانبه بانتشار التسوق الالكترونى. فالحاصل الآن فى عدد متزايد من دول العالم أن ظاهرة «المول» تتقلص بدرجات مختلفة يوما بعد يوم. ويقترن بذلك تراجع أحد أنماط الحياة التى ارتبطت بصعود هذه الظاهرة، وهو ارتياد «المولات» للتنزه وقضاء وقت فى مقاهيها ومطاعمها وليس فقط للتسوق. 

ولا تستثنى ظاهرة تراجع «المول» الولايات المتحدة التى بدت فيها مرتبطة بتنامى ميل الأمريكيين الأغنياء والميسورين إلى السكن فى الضواحى منذ الثمانينيات وحاجتهم, بالتالى إلى مراكز تجارية كبيرة قريبة منهم. 

ومثلما انتقلت ظاهرة «المول» من الولايات المتحدة إلى أوروبا وانتشرت فى العالم كله، بدأ أفولها فى موطنها الأصلى ينتقل إلى غيرها. فهل يدرك مشَّيدو «المولات» الجديدة فى مصر ما يحدث فى العالم؟ 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل هذه «المولات» كل هذه «المولات»



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon