القاهرة - مصر اليوم
سجل جورج ويا أهم هدف فى حياته. كرته سكنت شباك الانتخابات الرئاسية هذه المرة. لم يعد ذلك اللاعب الموهوب الذى أمتع عشاق كرة القدم فى العالم، وتسابقت عليه أندية كبرى مثل تشيلسي، وباريس سان جيرمان، ومانشستر سيتي، وإى سى ميلان، وغيرها، وأسعد محبى هذه اللعبة فى ليبيريا، وحصل على لقب أفضل لاعب فى العالم عام 1995.
فاز ويا فى الانتخابات الرئاسية التى أكدت أن انتقال ليبيريا إلى الديمقراطية يمضى فى الطريق الصحيح. كانت الشكوك عميقة فى إمكانية استمرار التحول الديمقراطى الذى بدأ فى منتصف العقد الماضي، وأدى إلى انتخاب الرئيسة إيلين جونسون سيرليف. واجه هذا التحول تحديات هائلة فى مجتمع دمره الانقسام العرقي. نجحت سيرليف فى قيادة ليبيريا فى اتجاه جديد، واستحقت جائزة نوبل للسلام عام 2011.
خاض ويا الانتخابات التى أُجريت جولتها الأولى فى 10 أكتوبر الماضي. وكان مفترضاً إجراء الجولة الثانية فى 7 نوفمبر، ولكن تم تأجيلها للنظر فى طعن قدمه أحد المرشحين الخاسرين وطعون أخري. واستغرق نظر هذه الطعون أكثر من شهر لمعالجة مخالفات صغيرة حدثت، وإعادة الاقتراع فى بعض مناطق مقاطعة ويمبا.
وكان فوز ويا فى جولة الحسم متوقعاً، بعد أن تصدر الجولة الأولي، بسبب سجله المشهود فى العمل العام منذ أن قرر اعتزال كرة القدم ليخدم شعباً كان هو أحد فقرائه.
خسر مرتين فى 2005, و2011، مرشحاً للرئاسة فى الأولي, ولمنصب نائب الرئيس فى الثانية. لم يكن سهلاً أن يفوز أحد على سيرليف التى قدمت نموذجاً نادراً للحكم فى إفريقيا رغم قسوة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن تراكمات طويلة ومُرة.اتجه بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ، وحصل على مقعد فيه عام 2014. وخلال هذه المسيرة، بنى جسوراً من الثقة مع الشباب، وصار ملهماً لقطاع واسع منهم، ودعم مشاريع توفر فرص عمل لهم. وعندما خاض الانتخابات الأخيرة بدا لكثير من الشباب أنه واحد منهم يعرفونه، ويدرك مشاكلهم وطموحاتهم، فوقفوا وراءه بحماس شديد.
غير أن مهمة ويا لن تكون سهلة. ينتظره اختبار صعب فى القصر الرئاسى المطل على المحيط الأطلنطي، وفى مكتبه الجديد الذى سيجده متخماً بملفات اقتصادية واجتماعية صعبة.