بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
أرقام فلكية فى «بورصة» كرة القدم العالمية فى موسم انتقالات اللاعبين الآن. أنباء عن وصول سعر اللاعب البرازيلى نجم نادى برشلونة نيمار إلى 200 مليون يورو، أى أكثر من 4 مليارات جنيه مصرى! رقم لم يكن أحد يقدر على تخيله قبل 10 سنوات فقط. أما قبل 30 عاماً، أى فى بداية انطلاق بيزنس كرة القدم وتوسعه، فكان صعباً تصور رقم مثل هذا.
نشرت وسائل إعلام عدة أن نادى سان جيرمان الفرنسى مستعد لدفع أكثر من 200 مليون يورو فى مقابل ضم نيمار، وزيادة راتبه ليصل إلى 30 مليون يورو سنوياً، ليتفوق على البرتغالى نجم ريال مدريد رونالدو, رغم ارتباطه بعقد مع ناديه الكاتالونى حتى عام 2021
وهكذا أصبحت الأرقام الفلكية عادية فى بيزنس كرة القدم الذى يزداد جنونه كل عام. كما أن هذه الأرقام لم تعد مقصورة على نجوم عالميين معروفين لمحبى الكرة فى كل مكان. فقد نقلت وكالات الأبناء قبل أيام أن نادى ليفربول الإنجليزى رفض بيع لاعبه البرازيلى غير المعروف على نطاق واسع فيليبى كوتينيو إلى برشلونة الذى عرض دفع 93 مليون دولار لضمه.
وبسبب هذا البيزنس المجنون, أصبحت منتجات الكرة تُقاس بالقيمة التسويقية للاعبيها وليس بالبطولات التي تُحققها فقط. وفى المونديال الأخير (2014) كان منتخب أسبانيا صاحب أعلى قيمة تسويقية (نحو 622 مليون يورو)، وتلاه منتخب البرازيل نحو 476 مليون يورو، علماً بأن قيمة نيمار كانت مقدرة وقتها بمبلغ 60 مليون يورو فقط.
وهكذا غدت كرة القدم بيزنس أكثر منها رياضة فى العقود الأربعة الأخيرة بصفة خاصة، رغم أن أثر العوامل الاقتصادية فيها كان قوياً منذ البداية. وأصبح الجيلان الأخيران من «السوبر ستارز» فى الكرة أكثر حظاً من الأجيال السابقة. قارن مثلا بين دخل ميسى الآن ومواطنه مارادونا الذى تقاعد عام 1997.
وفى هذا السياق أصبحت النوادى الرياضية المشهورة شركات كبرى يحتدم بينها التنافس الاقتصادى وليس الرياضى فقط. ولا يقتصر «بيزنس» هذه النوادى على اللاعبين، إذ يشمل المدربين والفنيين، والأدوات الرياضية، وبناء الملاعب وصيانتها، وأكاديميات الناشئين، والإعلانات التجارية، وحقوق البث المباشر للمباريات.
ويتميز هذا البيزنس الذي يزداد جنونه بأنه ينمو ويتوسع بشكل مستمر، ولا يتأثر كثيراً بتقلبات السوق حوله.