توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسيقى الشارع .. والإرهاب

  مصر اليوم -

موسيقى الشارع  والإرهاب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا يوجد خلاف يُذكر على أن مواجهة الإرهاب تتطلب عملاً ثقافياً وفكرياً فى المجتمع، ولا تقتصر على الأدوات الأمنية. ولا يوجد خلاف كبير على أن هناك فرقاً بين مواجهة الإرهاب، أى العمل من أجل معالجة العوامل التى تؤدى إلى التطرف والتعصب، ومنهما إلى العنف، وبين ملاحقة الإرهابيين فى هذا التنظيم أو ذاك، وفى هذه المنطقة أو تلك. ومع ذلك لا نكاد نجد إلا الأدوات الأمنية فى ساحة المواجهة، إلى جانب حديث متكرر عن إصلاح الخطاب الدينى أو تصحيحه أو تطويره.

ولكن هناك مساحة واسعة بين العمل الأمنى والكلام عن إصلاح الخطاب الديني. تشمل هذه المساحة، بين ما تشمله، دور الفن فى تنوير العقل وتغيير نظرة الإنسان إلى الحياة والمجتمع، فضلاً عن خلق الفرح والبهجة فى النفوس. وهذه المساحة إما مهملة، أو مغلقة نتيجة نظرة أمنية ضيقة بشأن النشاطات الفنية المفتوحة من نوع ما يُعرف فى العالم الآن بموسيقى الشارع. فى كثير من مدن العالم نشاهد فرقاً موسيقية صغيرة ومتوسطة تعزف وتغنى فى بعض الشوارع الرئيسية، التى يكثر فيها المارة. ويتوقف عندها من يرغب فى الاستماع، إما للاستمتاع بالموسيقى أو للتأمل فى كلمات الأغانى التى تقدمها كل فرقة. وفى مصر اليوم عدد هائل من هذه الفرق، وعدد أكبر من المحاولات التى يقوم بها شباب لتكوين فرق جديدة. ويمكن أن يؤدى فتح المجال أمامها إلى خلق حالة مجتمعية تصبح خط دفاع قويا ضد التطرف والتعصب اللذين يُمثَّلان المصدر الأساسى للإرهاب. ولا ننسى أن النهضة التى نقلت أوروبا إلى العصر الحديث منذ القرن الخامس عشر بدأت فى الفن، وأن تطور الموسيقى والرسم والنحت والمعمار خلق أول جسر إلى التقدم والحداثة. ويكفى هذا لتفسير كراهية المتطرفين والإرهابيين للفن وحربهم عليه تكفيراً وتحريماً وقمعاً. وان نسينا فكيف ينسى جيل السبعينيات فى الجامعات المصرية المعركة التى خاضها التقدميون بينهم ضد جماعات دينية سعت إلى نشر الظلام ومنع الفن فى هذه الجامعات. ولعل بعضهم يذكرون اليوم الذى توجهنا فيه إلى كلية طب قصر العينى لحضور حفلة لفرقة «الأصدقاء» ومساندة الطلاب الذين دعوها فى مواجهة تهديد «الجماعة الإسلامية» بمنعها. وكان يوماً يمكن أن نعود إليه فى اجتهاد آخر.

المصدر : صحيفة الاهرام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقى الشارع  والإرهاب موسيقى الشارع  والإرهاب



GMT 19:21 2022 الخميس ,16 حزيران / يونيو

الجامعات المصرية.. أزمات العلم والدخل!

GMT 06:28 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

قبل أن تفرغ الجامعات

GMT 06:18 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

النخب السياسية لا تولد بقرار!

GMT 06:40 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وجوه أخرى لحرب أكتوبر

GMT 09:56 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الجامعات والفيروس

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon