توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كل هذا السفه!

  مصر اليوم -

كل هذا السفه

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

عندما أعلنت فيدرالية صناعة الساعات السويسرية أن مبيعاتها انخفضت ما بين 10 و11% فى العامين الأخيرين، أسرعت شركات كبرى فى هذا المجال إلى تأكيد أن أسواقها لم تتراجع. ووضع معظم هذه الشركات سوق الشرق الأوسط فى المقدمة من حيث معدلات الإقبال على منتجاتها. وهذه كلها شركات تُنتج الساعات الفاخرة التى تصل أسعار كثير منها إلى معدلات فلكية، كما يتضح لمن يتابع الأنباء المتعلقة بالتنافس بين صالون جنيف ومعرض بازل.

وليس صعباً فهم هذا الاختلاف فى تقدير شركات صناعة الساعات الكبرى لمعدلات الإقبال على منتجاتها. فالمنطقى أن تنخفض مبيعات سلع الترفيه الباهظة الثمن فى مراحل التراجع الاقتصادى. ورغم أن الاقتصادات الغربية قطعت شوطاً فى سعيها إلى تجاوز تداعيات الأزمة التى انفجرت عامى 2008 و 2009، إلا أنها لم تتعاف بشكل كامل. ومن الطبيعى أن تؤثر هذه الأزمة على الإنفاق الترفى فى أوروبا والولايات المتحدة. ولكن هذا النوع من الإنفاق فى الشرق الأوسط لا يتأثر بالأوضاع الاقتصادية0 إنفاق كثير من أثرياء هذه المنطقة على سلع الترفيه لا يتأثر بالأوضاع الاقتصادية، خاصة أولئك الذين لا يعرفون قيمة المال لأنهم لم يتعبوا فى الحصول عليه. وهذا يفسر لماذا ورد ذكر منطقة الشرق الأوسط تحديداً وحصرياً فى الإفادات الصادرة عن شركات الساعات الكبرى التى نفت حدوث تراجع فى مبيعاتها فى العامين الماضيين. فمازال إنفاق غير قليل من أثرياء هذه المنطقة هو الأكثر سفهاً فى العالم.

وهذا فرق أساسى بين سلوك الأثرياء فى منطقتنا، وفى بلاد ترسخت فيها تقاليد العمل الجاد والتنافس الحر0 فى ظل هذه التقاليد للمستثمر أولوية قصوى لاستخدام أرباحه فى توسيع نشاطه فى أسواق مفتوحة لا يمكن أن يحصل فيها على مزايا بسبب نفوذه أو علاقاته مع السلطة.

ولذلك يبدو الحرص الظاهر فى أنماط استهلاك كثير منهم مدهشة لم يروا أن وظيفة المال الرئيسية هى تحقيق أقصى قدر من الترف والبذخ والنفوذ. وحين يصل الترف إلى مستوى السفه، يزداد الإقبال على ساعات جديدة لا يقل سعر الواحدة منها عن مليون دولار. وليس هذا إلا مثالاً واحداً على الفجوة النوعية التى تفصلنا فى هذه المنطقة عن العصر الحديث وقيمه وأنماط سلوكه.

المصدر : صحيفة الاهرام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل هذا السفه كل هذا السفه



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon