توقيت القاهرة المحلي 18:11:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد الرأسمالية

  مصر اليوم -

ما بعد الرأسمالية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كثرت المفاهيم التى تقوم على افتراض الانتقال إلى مرحلة جديدة من التطور فى بعض المجالات، ولكن دون تحديد ماهية هذه المرحلة أو إطلاق اسم محدَّد عليها، والاكتفاء بأنها تأتى بعد مرحلة تسبقها. ومازال مفهوم ما بعد الحداثة هو الأكثر شهرة بين هذه المفاهيم التى يمكن أن تسميها «ما بعدية».

غير أن أحدث المفاهيم التى يمكن إدراجها فى هذا الإطار بدأ الحديث عنه فى سياق الجدل حول ما بعد الرأسمالية، ولكنه لم يلبث أن حمل اسم الاقتصاد المعرفى أو الاقتصاد الرقمي. ويحتاج الأمر هنا إلى تدقيق طبيعة العلاقة بين مفهومى ما بعد الرأسمالية، واقتصاد المعرفة أو المعلومات0 فهما متقاطعان, وليسا مترادفين, وإن كانت القواسم التى تجمعهما أكثر من الاختلافات التى تفصلهما.

ويعود عدم التطابق هنا إلى أن اقتصاد المعرفة يظل رأسماليا من حيث انه يقوم غالبا على المشروع الخاص، ويرتبط بتفاعلات السوق، ويزدهر كلما اتسع نطاق الحرية الاقتصادية وغيرها من الحريات لأنه يعتمد على الابتكار العقلى والإبداع الفكرى والحافز الفردي.

ولكن رأسمالية اقتصاد المعرفة تختلف كثيرا عن الرأسمالية التقليدية التى تعتمد على أصول ثابتة مثل الأرض والمزرعة والمصنع والآلة والمواد الخام، وعلى رأس المال المالى بطبيعة الحال. اقتصاد المعرفة لا يحتاج إلى كل هذه الأصول الثابتة، أو قل إنه لا يحتاج إلا إلى أقل القليل منها، لأنه يرتبط بالعقل الذى يبتكر ويستخدم لغة الكمبيوتر، وتظهر نتائج إبداعه فى أفكار تنبض فى عقول المبدعين وتتحول إلى نبضات إلكترونية، بعيدا عن خطوط الإنتاج التقليدية.

وبسبب هذا الفرق الجوهري، تقل احتمالات الاحتكار فى اقتصاد المعرفة على المدى الطويل, رغم وجود «حيتان» كبيرة الآن. فلا يستطيع أحد أن يحتكر الابتكار والإبداع. وفى إمكان الجميع استخدام التقنيات الرقمية لإنتاج أفكار جديدة تتحول إلى مشاريع لا تستمد قيمتها من أصول ثابتة، بل من هذه الأفكار التى هى بطابعها متغيرة ومتطورة ومتجددة باستمرار.

وإذا كان الأمر كذلك, فمن الصعب الحديث عن تقدم حقيقى فى هذا العصر دون إعطاء أولوية لتوسيع مساحة اقتصاد المعرفة على حساب الاقتصاد التقليدي. وهذا بعض ما ينبغى أن ننتبه إليه إذا أردنا بناء اقتصادنا على أسس قوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد الرأسمالية ما بعد الرأسمالية



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon