توقيت القاهرة المحلي 11:18:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلام السياسى والشيوعية

  مصر اليوم -

الإسلام السياسى والشيوعية

د. وحيد عبدالمجيد

رغم اختلاف التقديرات بشأن مدى أهمية مبادرة حركة النهضة التونسية وحدود الآثار التى ستترتب عليها، فهى تُعد الأولى من نوعها فى تاريخ حركات الإسلام السياسى وأحزابه. لم يحدث من قبل أن قررت إحدى هذه الحركات الخروج من إطار الإسلام السياسى العابر للحدود. ولذلك فمن الضرورى أن تؤثر هذه المراجعة فى مستقبل الإسلام السياسى فى المنطقة والعالم. غير أن هذا التأثير سيستغرق وقتاً يصعب تقديره. وإذا رجعنا إلى تجربة المراجعة فى الأحزاب الشيوعية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى، نجد أن المبادرة التى أطلقها الحزب الشيوعى الإيطالى وعُرفت باسم “اليورو شيوعية” أحدثت اثراً سريعاً فى قليل فقط من الأحزاب الأوروبية الأخرى. أما آثارها الأوسع فقد ظهرت عقب تفكك مركز الشيوعية حينئذ فى الاتحاد السوفيتى السابق، وانهيار نموذجه. والمقارنة هنا جائزة بسبب القواسم المشتركة بين الحركات العقائدية ذات المرجعيات المطلقة من الناحية المنهجية، مهما يكن الاختلاف بينها. وتفيد هذه المقارنة وجود فرق قد يكون مهماً بين الحالتين. فقد أعلن الحزب الشيوعى الإيطالى مراجعته فى الوقت الذى كان الحزب الأم بالنسبة إلى كثير من الأحزاب الشيوعية فى العالم ممسكاً بزمام السلطة فى موسكو وقادراً على التأثير. أما مبادرة حركة النهضة فقد جاءت فى ظل أكبر أزمة فى تاريخ الجماعة الأم بالنسبة إلى حركات الإسلام السياسى، بعد فشلها فى مصر ولم يمض سوى عام واحد على توليها السلطة. كان لدى الحزب الشيوعى الإيطالى وزعيمه أنريكو برلينجوير من البصيرة ما أتاح فهم أن الأزمة تتراكم فى طبقات عميقة تحت السطح فى موسكو، وإدراك علاماتها التى ظهرت فى معظم الأحزاب الشيوعية فى العالم بما فيها ذلك الحزب نفسه.

ورغم أن حركة النهضة كانت متقدمة على معظم حركات الإسلام السياسى، فإنها تأخرت كثيراً فى إدراك مدى عمق أزمة البناء الذى أُقيمت عليه هذه الحركات والشيخوخة التى دبت فيه.

ولكن السؤال المهم هنا هو: هل يعود بطء تأثير مراجعة الحزب الشيوعى الإيطالى إلى أنها بدأت مبكراً فى وقت كان مركز الشيوعية قادرا على مقاومتها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكن توقع تأثير أسرع لمراجعة حركة النهضة بعد أن أصبح مركز الإسلام السياسى عاجزاً عن مقاومة عوامل الضعف والتفكك التى فعلت فعلها فيه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام السياسى والشيوعية الإسلام السياسى والشيوعية



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon