توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تدريب مثل عدمه!

  مصر اليوم -

تدريب مثل عدمه

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يبدو البيان الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن المؤسسات التدريبية فى مصر صادماً لمن يعرفون ضعف مستوى الأداء فى القطاع الحكومى، لأنه يفاجئهم بوجود 485 مؤسسة تدريبية فى هذا القطاع. الرقم جد لا مبالغة فيه. 485 مؤسسة تدريبية (مدارس ومعاهد ومراكز) فى قطاع حكومى أصبح تهافت أدائه مضرب الأمثال. كما أن هذا العدد الكبير من المؤسسة التدريبية موزع على عدد كبير من المحافظات، وليس مُركّزاً فى القاهرة. ويعنى ذلك تسهيل الالتحاق بهذه المؤسسات دون تكبد مشقة السفر إلى القاهرة.

ولا تفسير لهذه المفارقة الهائلة إلا أن التدريب فى مراكز القطاع الحكومى ومعاهده لا يُدرَّب، أى لا يحقق الغرض الوحيد منه وهو تطوير المهارات البشرية والارتقاء بها واكتساب خبرات جديدة ومعارف إضافية فى هذا التخصص أو ذاك.

صحيح أن الدارسين فى هذه المؤسسات التدريبية ليسوا كلهم، ولا حتى معظمهم، من العاملين فى القطاع الحكومى0 ولكن نسبة لا بأس بها منهم يدرسون فى هذه المؤسسات، حيث يُفترض أنهم يتلقون تدريباً لكى يجتازوا اختبارات الترقى فى بعض الهيئات الحكومية، أو المهارات اللازمة للانتقال من عمل إلى آخر أفضل منه فى بعضها الآخر.

وأياً كان عدد هؤلاء، ليس هناك ما يدل على وجود أثر لتدريب يحدث. ويعنى هذا أن أداء المؤسسات التدريبية لا يختلف عن الأداء العام فى القطاع الحكومى، سواء من حيث المستوى، أو من زاوية الجدية فى تنفيذ المهام، الأمر الذى يجعل التدريب شكلياً وروتينياً يذهب إليه العاملون لمجرد إكمال أوراق ترقيهم وانتقالهم إلى وظائف معينة. وفى كثير من الأحيان ينشغل المتدربون بالبحث عن وسطاء يتوسطون لهم فى حالة التنافس على وظائف معينة، مدركين أن العلاقات أهم من المهارات والخبرات.

وفى هذا النوع من التدريب يعود من تلقاه على حالته التى ذهب بها إليه، دون أن ينال معرفة جديدة، أو يحصل على خبرة يحتاج إليها، أو يكتسب مهارات لازمة لعمله.

ولم يُغيِّر قانون الخدمة المدنية شيئا من هذا الواقع المؤلم، لأن من نبَّهوا إلى ذلك خلال مناقشة مشروعه، وطالبوا بقواعد صارمة للتوظيف والترقى، كانوا كمن يصرخون فى البرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدريب مثل عدمه تدريب مثل عدمه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon