توقيت القاهرة المحلي 10:16:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عين الشيطان

  مصر اليوم -

عين الشيطان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يبدو عنوان «عين الشيطان» مثيراً حين يوضع على عمل موسيقى مهم. كما أن عنواناً من هذا النوع قد ينطوى على استفزاز أيضاً حين يكون العمل المذكور عن الفنان الكبير سيد درويش. وعندئذ تقترن الإثارة المستفزة بشىء من الحيرة لأن العمل يهدف بخلاف ما قد يوحى به عنوانه ـ إلى تكريم هذا الفنان الذى سيظل اسمه محفوراً فى تاريخ الأغنية الشعبية والوطنية فى العالم العربى.

غير أن الاستفزاز يزول، ومعه الحيرة المصاحبة له، عندما تشاهد العمل على مسرح «مترو المدينة» اللبنانى الرائع فى شارع الحمرا ضمن أعمال مبدعة يقدمها فى الشهر الحالى بمناسبة عيده العشرين. 

وهذا عمل مميز وغير تقليدى يغوص فى عالم سيد درويش، كما لم يفعل أحد من قبل فى حدود معرفتى، ويهتم بمساحة غير مطروقة فى شخصيته وفنه. وفى هذه المساحة ما يمكن أن يدخل فى نطاق الحظر والتحريم الشائعين الآن على المستوى العربى فى مرحلة ردة ثقافية تعلو فيها أصوات المتاجرين بالأديان و«إخوانهم» الرجعيين والمحافظين الذين ينصَّبون أنفسهم أوصياء على الناس، ويدفعهم الجهل والتخلف إلى اتهام الموسيقى التى لا يفهمونها بأنها «شيطانية». 

استخدم مخرج العرض الفنان هشام جابر العنوان المثير للدلالة على الطريقة التى يمكن أن ينظر بها كثير من الذين غُيبت عقولهم إلى بعض ألحان سيد درويش الأقل انتشاراً، والتى صار بعضها مهجوراً. وفى الوقت الذى تُركت بعض أعماله الأكثر تحرراً من الناحية الاجتماعية طي النسيان، وُضع على بعضها كلمات أغان مشهورة له مثل «ياحال الشام». 

وتعود أهمية عرض «عين الشيطان» إلى المنهج الجديد فى تقديم فنان عظيم كان أول من جعل الموسيقى الشعبية فناً وطنياً واجتماعياً راقياً، وصار هو صاحب أهم مدرسة شعبية فى تاريخ الأغنية العربية وليست المصرية فقط. 

ويتميز هذا العمل البديع بأنه لا يستعيد الأغانى التى اختارها بتوزيع جديد فقط، بل يضع المشاهد فى قلب عالم سيد درويش ومسيرته القصيرة التى لم تتجاوز ست سنوات من الفن الجميل، حيث رحل مبكراً فى الحادية والثلاثين من عمره (1892-1923). 

ولذلك وجب توجيه التحية لمسرح المدينة فى عيده العشرين، وللمخرج هشام جابر والمصممة نادية توما، وكل الفنانين المبدعين الذين شاركوا فى العمل ومنهم المغنية المصرية مريم صالح. 

المصدر : صحيفة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عين الشيطان عين الشيطان



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon