توقيت القاهرة المحلي 15:27:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لهذا ليس دولة

  مصر اليوم -

لهذا ليس دولة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يُسأل من يستخدمون عبارة الكيان الإسرائيلى أو الصهيونى أحيانًا لماذا لا يقولون أو يكتبون دولة إسرائيل بوصفها حقيقةً واقعةً حتى إذا لم يعترفوا بها. ويُجاب عن هذا السؤال بأن الأمر الواقع لا يكتسب شرعيةً فى نظر من لا يقبلونه لإيمانهم بأن الحق فوق القوة. وآية ذلك أن الكيان الإسرائيلى لا يُعتبر دولة طبيعية، ولا يكفى الاعتراف الدولى به ليكون كذلك، لأنه قام على اغتصاب أرض ليست له، ولأن من يقيمون فيه لا يُعدون شعبًا بل مستوطنون مسلحُ أكثرهم رجالاً ونساءً سواء فى الخدمة العسكرية النظامية أو فى قوات الاحتياط.

ولأن هذا الكيان ليس دولةً لا نجد أحدًا فيه تقريبًا يخجل من قرار الدائرة التمهيدية فى المحكمة الجنائية الدولية توقيف رئيس حكومته ووزير دفاعه السابق لتوافر أدلة كافية على أنهما مجرما حرب. وهذا اتهام قضائى يستند على القانون، وليس سياسيًا يمكن أن يُختلف عليه.

ولأنه كذلك، فهو يعتبر وصمة عارٍ فى أى دولة حقيقية مادام مستندًا على أساس قانونى صحيح، ومُدعمًا بأدلة مستمدة من وقائع تابعها العالم كله، ومازال، منذ أكتوبر 2023. قتلُ عمدى للمدنيين، وتدميرُ لمنازلهم ومحاولاتُ لإذلالهم، وقصفُ للمستشفيات والمدارس ودور العبادة، وتخريبُ للمواقع الأثرية التى تُعد تراثًا إنسانيًا.

ولو أن هذا الكيان دولةُ حقًا لخجل أكثر سياسييها وشعبها، ولا نقول كلهم، ممن وضعوه فى هذا الوضع المُهان، واتخذوا مواقف ضده، واعتذروا عن جرائم حكومتهم وجيشهم. فلا يليق بدولةٍ أن يحكمها مجرمو حرب، كما يقول لنا غلاف مجلة لومانتييه الفرنسية فى عددها الصادر غداة إعلان القرار القضائى بتوقيف نيتانياهو وجالانت. فقد تصدرت صورة منتقاة بعناية لنيتانياهو الغلاف، وكُتب عليه مجرم حرب Criminel De Guerre.

وفى التعليق اعتبر محرر المجلة الاتهام القضائى الجنائى الدولى وصمة عار لا يمكن محوها بغض النظر عن إلقاء القبض على نيتانياهو وجالانت من عدمه, وحتى إن رضخت المحكمة لضغوط هائلة تمارس عليها، وتهديدات إجرامية تتلقاها، وسحبت قرار الاتهام متذرعةُ بأى ذريعة، سيكون تراجعها مكشوفًا، وستبقى وصمة العار لصيقةً بهذا الكيان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذا ليس دولة لهذا ليس دولة



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon