توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس الأزهر فقط

  مصر اليوم -

ليس الأزهر فقط

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يحفل التاريخ بأحداث ووقائع تدل على أن القرارات والمواقف التى تؤدى إلى نتائج عكسية، وأحياناً مناقضة تماماً للهدف منها، أكثر من أن تُحصى. وفى معظم الحالات، كان ممكناً تجنب نتائج سلبية ترتبت على إجراءات معينة لو أن من قاموا بها استوعبوا دروس التاريخ التى يُفلح من يعلمها ويخيب من يجهلها. 

ورغم ذلك، مازالت دروس التاريخ مهملة لا تجد من يعود إليها حين يشرع فى القيام بعمل يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة، لكى يهتدى بها ويستنير بضوئها. 

ومن أهم هذه الدروس فى اللحظة الفارقة التى تمر فيها منطقتنا أن نار الصراعات المذهبية الحارقة تبدأ عادة من أى مستصغر شرر. وينبغى أن يكون هذا الدرس ماثلاً فى أذهاننا عندما نتأمل الدعوة إلى تعديل قانون تنظيم الأزهر, وتغيير طريقة اختيار شيخه، بحيث يشارك أعضاء مجمع البحوث الإسلامية فى انتخابه إلى جانب أعضاء هيئة كبار العلماء (يقتصر الانتخاب على هذه الهيئة الآن)، إلى جانب استمراره فى منصبه لمدة 8 سنوات فقط، يحق له أن يترشح بعدها فى الانتخابات، بدلاً من أن يبقى مدى الحياة. 

ولعل أخطر ما يُراد تعديله، وفق المعلومات المتداولة بشكل متواتر وبالصيغة نفسها فى وسائل إعلام عدة، أن يكون هناك ما يضمن تمثيلاً عادلاً “للمذاهب” فى تشكيل هيئة كبار العلماء، وأنه عند ترشح ثلاثة من أعضاء هذه الهيئة للمنصب يشترط ألاَّ ينتموا إلى المذهب نفسه، أى أن يكونوا من مذاهب مختلفة. 

ومكمن الخطر هنا هو أن هذه الطريقة فى التنافس على منصب شيخ الأزهر ربما تؤدى إلى إذكاء الخلافات المذهبية، وقد تقود إلى إشعال نوع جديد من الصراعات لم تعرف مصر مثله منذ فترة طويلة. وفضلاً عن أن الأوضاع لا تتحمل اندلاع صراعات جديدة، فى الوقت الذى تشتد الحاجة إلى احتواء تداعيات صراعات متعددة الأبعاد، لا يُعقل أن نشعل بأيدينا صراعاً مذهبياً نرى بأم أعيننا الآثار المدمرة لبعض أشكاله فى عدد من بلدان المنطقة. 

ولذلك ينبغى أن نتأنى ونفكر جيداً فى العواقب الوخيمة لإشعال صراعات مذهبية، لأن أخطارها جسيمة على مصر وشعبها، وليس فقط على الأزهر الذى يحتاج بالفعل إلى إصلاح حقيقى، ولكن بعيداً عن اللعب بالنار.

المصدر : صحيفة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس الأزهر فقط ليس الأزهر فقط



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon