بقلم:د. وحيد عبدالمجيد
تبدو واضحةً صورةُ ما حدث فى الاشتباكات التى دارت قبل أيام بين مشجعى فريق مكابى تل أبيب وشباب هولنديين فى الشوارع المحيطة بملعب «يوهان كرويف أرينا» عقب انتهاء مباراة جمعت الفريق الإسرائيلى وفريق نادى إياكس أمستردام. كان المشجعون الصهاينة هم من بادروا بالاعتداء. ولذا جاء تناول قناة القاهرة الإخبارية لذلك الحدث أكثر مهنيةً وصدقًا من قنوات فضائية عربية عدة. تتبنى بعض هذه الفضائيات السردية الصهيونية، التى يُزعم فيها أن ما حدث فى أمستردام كان اعتداءاتٍ عربيةً على مشجعى فريق مكابى. وهى نفسها القنوات التى تبنت بشكلٍ ما التكييف الإسرائيلى-الأمريكى للحرب على غزة منذ البداية, وانحازت إليه سواء فى تغطياتها الخبرية، أو فى التعليقات على الأحداث، أو فى البرامج التى تبثها. ومازال انحياز بعضها إلى هذه السردية واضحًا وتسهل ملاحظته, الأمر الذى يستفز ويُغضب غير قليل من العرب فى مواقع التواصل الاجتماعى. كما أن إحدى القنوات, التى انحازت إلى السردية الفلسطينية - العربية بدرجة أو بأخرى, استخدمت عبارة «اعتداءات عربية» فى بعض تغطياتها لموقعة شوارع أمستردام. وبين هذه وتلك تميزت قناة القاهرة الإخبارية بالمِهنية فى تغطيتها ما حدث فى تلك الشوارع فور انتهاء مباراة فريق مكابى وإياكس أمستردام. فقد نقلت ما حدث فى الواقع، إذ ردد مشجعو فريق مكابى هتافات معادية للفلسطينيين وأخرى تنطوى على عنصرية ضد العرب جميعًا دون تمييز خلال المباراة التى هُزم فيها فريقهم بخماسية نظيفة. وعندما غادروا ملعب النادى الهولندى إلى الشوارع المجاورة, وجدوا أعلامًا فلسطينيةً معلقةً على بعض المبانى فنزعوها ومزقوها أو أحرقوها، وكأنهم يقتدون بجرائم جيشهم الرعديد ضد المدنيين فى قطاع غزة. ولم يكن تصدى شباب هولنديين أبًا عن جد، وآخرين من أصل عربى, وبعض العرب الذين يعملون فى أمستردام, لهذا الاعتداء الهمجى العنصرى إلا رد فعل طبيعى ومشروع. وما تحويل رد الفعل الدفاعى إلى فعل عدوانى فى بعض القنوات العربية المشهورة إلا لوى للحقيقة، ونشر لأخبار كاذبة، وعدم اكتراث بالتقاليد المهنية ومواثيق الشرف الصحفية. فتحيةً لقناة القاهرة الإخبارية والعاملين بها.