بقلم - د. وحيد عبدالمجيد
تتضمن توصيات مجموعات العمل الثلاث، التى توزع عليها المشاركون فى المؤتمر الإقليمى الثامن لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية فى الجيش اللبناني، ما يمكن اعتباره دليلاً يُحدِّد الطريق إلى الاستقرار والتنمية فى منطقتنا التى تُعد الأكثر اضطراباً فى العالم اليوم. وقد تكاملت أعمال المجموعات الثلاث، حيث ناقشت الأولى قضايا التعايش السلمى والتنمية المجتمعة، وتناولت الثانية استراتيجيات التنمية الاقتصادية، وعنيت المجموعة الثالثة بالنظم السياسية ومستقبل المسار الديمقراطى فى المنطقة.
تصدرت مواجهة الإرهاب والفساد، وبناء مقومات التعايش والتفاعل السلميين، توصيات المجموعة الأولي. وجاء فى مقدمتها التصدى للجماعات الأصولية ذات النزعة الإرهابية، والمحافظة على الوحدة الوطنية عبر بناء ادولة الحق«، ومكافحة الفساد عبر آليات شفافة للحوكمة الرشيدة، وترسيخ الأسس القانونية للتعايش السلمى فى الدساتير والقوانين.
كما أولت المجموعة الأولى اهتماماً خاصاً لتوفير مقومات الانصهار الوطني، ودعم الجيوش الوطنية فى البلدان العربية، وتعزيز استقلال القضاء، ووضع استراتيجية لحل أزمات النزوح واللجوء. وخلصت المجموعة الثانية إلى توصيات شاملة على صعيد استراتيجيات التنمية الاقتصادية، سواء من حيث الإطار السياسى والأمنى اللازم لهذه التنمية، أو من زاوية ركائزها الأساسية، ومن أهم هذه الركائز رفع القدرة الإنتاجية والتنافسية للصناعات الوطنية، وتشجيع القطاع الخاص، ورفع مستوى كفاءة إنتاج الطاقة واستخدامها،ودعم السياحة، وبناء منظومة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإرساء بنية تحتية رقمية للاقتصاد والمعرفة، كما أولت هذه المجموعة اهتماماً خاصاً للتنمية المستدامة فى إطار أهداف المشروع العالمى لهذه التنمية مع مراعاة الخصوصيات العربية. أما المجموعة الثالثة فقد خلصت إلى أن دولة المواطنة هى الركيزة الأساسية للانطلاق إلى المستقبل، وأن تعزيز دور المرأة يُعد أحد أهم مقومات هذه الدولة، ودعت إلى تطوير الخطاب الديني، ووضع خطة إعلامية وتربوية تقوم على قيم متنورة تضع حداً لخطاب الكراهية والتكفير.
وعندما ننظر فى توصيات مجموعات العمل الثلاث، ونضعها جنباً إلى جنب، يتبين لنا أن المؤتمر نجح فى تحقيق الهدف الذى سعى إليه مُنظِّموه عندما اختاروا له موضوع «دعم التنمية والاستقرار فى الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط».
نقلا عن الاهرام القاهرية