توقيت القاهرة المحلي 20:29:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شراء الرجال!

  مصر اليوم -

شراء الرجال

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم يفطن من أزعجتهم فكرة فيلم “بشترى راجل”، ولا من أعجبتهم أيضاً، إلى أن الواقع الاجتماعى فى مصر أغنى منها بكثير. تتلخص الفكرة فى اقتران فتاة ثرية برجل صورياً لتنجب منه عن طريق التخصيب الاصطناعى مقابل مبلغ من المال تدفعه له، بعد أن مرت بتجارب عاطفية فاشلة وقررت أنها لا تريد سوى أن تصبح أماً.

الفكرة تبدو للوهلة الأولى غريبة, أو غبر مألوفة. ولكن غرابتها تعود إلى حصرها فى إطار ضيق اجتماعياً وثقافياً. فلا يتيسر تصور أن تتصرف فتاة بهذه الطريقة إلا إذا كانت تنتمى إلى فئة ضيقة فى قمة الهرم الطبقى، وتتمتع فى الوقت نفسه بثقافة متحررة محصورة فى جزء صغير من هذه الفئة.

ولكن حين ننزل بالفكرة نفسها إلى أعماق المجتمع، سنجد تجليات كثيرة لها, ولكن بصور مختلفة أبرزها فى أوساط النساء المُعيلات، أى اللائى تعملن لإعالة أبنائهن، إما لأن أزواجهن لا يعملون أو لأنهن طُلقن وتُركن بدون نفقة أو رعاية من أى نوع. وعندما تنفق امرأة فقيرة على الأسرة، لأن الزوج بلا شرف أو نخوة، تبدو كأنها اشترت بدورها رجلاً لكى تصبح أماً ولكن بطريقة مختلفة عن الفتاة الثرية. وهذا هو القاسم المشترك الأول بينهما.

أما القاسم المشترك الثانى فهو القهر الاجتماعى للمرأة فى مجتمع ذكورى يُعيد إنتاج علاقات الهيمنة التى يقوم عليها وربما يرى البعض أن الفتاة الثرية فى الفيلم هى المهيمنة فى علاقة تبدو كأنها “بيزنس اجتماعى”، بخلاف المرأة الفقيرة التى تتحمل صنوفاً من العذاب لتحصل على ما يسد رمق أطفالها. ولكن الواقع أن الفتاة الثرية هى ضحية المجتمع الذكورى، مثلها مثل المرأة الفقيرة. فكل ما تريده هذه الفتاة أن تصبح أماً دون أن تخضع لهيمنة رجل لا تحبه، وربما لا تحترمه. وترغب كذلك فى تجنب زواج تقليدى تعرف أنه لن يستمر، وتخشى مشاكل ما بعد الطلاق، وما قد يقترن بها من صراع على الطفل الذى لا تريد غيره.

وهكذا يفيد تأمل واقعنا الاجتماعى بشئ من العمق، وبعيداً عن سطحية الفيلم، فى إدراك أن النساء اللاتى يُنفقن على أزواج وأطفال، وكأنهن اشترين رجالاً لمجرد تكوين أسر، كثيرات جداً فى قاع المجتمع, بل أكثر مما نتخيل.

المصدر : صحيفة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شراء الرجال شراء الرجال



GMT 20:20 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 19:55 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصر واليونان وقبرص.. وتركيا

GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:59 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند
  مصر اليوم - تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة

GMT 02:17 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

مناظر خلابة ورحلة استثنائية في جزر فينيسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon