توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اكتساب التوحش

  مصر اليوم -

اكتساب التوحش

القاهرة - مصر اليوم

 ما أكثره الحديث عن العنف والإرهاب فى العالم اليوم. لا حديث يعلو عليه فى الإعلام بمختلف وسائله، وفى حياة الناس اليومية عندما يتحدثون فى الشأن العام. حديث أغلبه مُرسل يُعاد إنتاجه، ويخلو من المعنى، ولا يُنتج قيمة مضافة.

وحتى النقاش الذى يدور فى أوساط معنية بخطر العنف والإرهاب، سواء رسمية أو ثقافية وأكاديمية، لا يتطرق إلى السؤال عن البيئة المنتجة لهذا الخطر إلا قليلاً. ولذلك يقل الاهتمام ببحث دلالات ظواهر لافتة تشتد الحاجة إلى تأملها وفهم أبعادها.

ولعل أخر هذه الظواهر التوحش الذى ظهر فى سلوك كتائب »إزيدخان« التى أُعلن تأسيسها فى أبريل 2016 كرد فعل على مذابح ارتكبها تنظيم »داعش« ضد إيزيديين وإيزيديات فى سنجار بالعراق.

كان الدفاع عن الإيزيديين وحمايتهم هو الهدف المعلن فى بيان تأسيس تلك الكتائب. ولكن من يتأمل البيان يلمس فى طياته رغبة عميقة فى الانتقام لم تظهر إلا عندما اتُهمت عناصر منن كتائب »إيزيدخان«، وإيزيديين انضموا إلى الحشد الشعبى »الشيعى«، بارتكاب مذبحة أسفرت عن مقتل 52 مدنياً من قبيلة ميتوت فى نينوى، وتورطت فى حالات خطف أفراد من قبيلة أخرى.

واللافت هنا، والداعى إلى التأمل، هو التحول النوعى الذى حدث فى سلوك الإيزيديين الذين عُرفوا بأنهم من أكثر الأقوام والأديان سلمية وتسامحاً رغم الاضطهاد الذى تعرضوا له فى بعض المراحل منذ القرن التاسع، وبلغ ذروته فى العصر العثمانى.

وساهم انغلاقهم على أنفسهم فى المناطق التى يعيشون فيها قرب الموصل وجبل سنجار فى شيوع صورة نمطية لهم أدت إلى اضطهادهم. كما أدى هذا الاضطهاد إلى ازدياد ميلهم إلى الانعزال، وإحاطة أنفسهم بهالة من الغموض تؤدى إلى اختلاف الروايات بشأن أصولهم ومعتقداتهم ونمط حياتهم.

والرواية الأكثر شيوعاً عن الإيزيديين أنهم جماعة دينية وعرقية فى آن معاً. والأرجح أنهم جماعة دينية أساساً، وصارت عرقية بمعنى ما بسبب منعها غير المنتمين إليها من الالتحاق بها. وأياً كان أصلهم، فالمهم هو هذا التحول الخطير فى سلوكهم باتجاه العنف الذى يصل إلى التوحش، وهم الذين عُرفوا بسلميتهم، الأمر الذى يدفع إلى تأمل كيف يتحول إنسان مسالم إلى وحش، وبحث أثر البيئة والظروف المحيطة فى هذا التحول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتساب التوحش اكتساب التوحش



GMT 02:25 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

الأزمة عميقة وممتدة.. فدعونا نتكاتف لمواجهتها

GMT 19:01 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

همسات :من سيفوز بـ"كيكة" العراق؟

GMT 18:57 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

ضـرب «الأونروا» ليس قضية هامشية

GMT 15:56 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

هموم الاقتصاد ... عالمياً وعربياً

GMT 09:01 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

(أردوغان: نصف ديموقراطي، نصف دكتاتور)

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon