توقيت القاهرة المحلي 16:53:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما نفعله بأنفسنا

  مصر اليوم -

ما نفعله بأنفسنا

القاهرة - مصر اليوم

 هذا وقت الاعتراف بالواقع، والكف عن إنكار أن ما فعله العرب، ويفعلونه، بأنفسهم هو العامل الرئيسى وراء ضعفهم وعجزهم. حان وقت التوقف عن تعليق أخطائنا وسوء أدائنا على الغير، وآخرهم الرئيس الأمريكى ترامب الذى نرتاح إلى اختزال قصة ضياع القدس فى قراره بشأنها.

ليس تآمراً انتهاك ترامب القانون الدولى, بل خطوة كانت متوقعة منذ شهور, ولم يفكر أحد فى تحرك للتأثير على موقفه بشأنها وجد نفسه فى حاجة إلى اتخاذ قرار يستعيد به ثقة قطاع من قاعدته الانتخابية فى ظل موازين قوى داخلية ودولية تمنعه من الوفاء بمعظم الوعود التى أطلقها خلال حملته. القرار الوحيد السهل هو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لأن ميزان القوى يسمح به. مشكلة ترامب الوحيدة هى الموقف الدولى الذى يتجاوز ما توقعه. وفى هذا الموقف تحديداً دليل جديد على أن العالم لا يتآمر علينا كما أنه دافع لأن نراجع شريط قضية فلسطين وقضايا أخرى كثيرة تعنينا، ونفكر فى الوزن النسبى لتأثير العوامل الداخلية مقارنة بأى عامل خارجى، فيما آل إليه حالنا.

ذكَّرنى الصديق فرحان صالح بمقالة عميقة ومبكرة جداً كتبها الراحل الكبير نزار قبانى فى مجلة «الأسبوع العربى» فى مايو 1973 تحت عنوان «استقالة الشيطان» وأعاد نشرها فى كتابه المعنون «الكتابة عمل انقلابى».

والشيطان فى هذه المقالة هو كل من تخيلنا، ونتخيل، أنه يتآمر علينا ويتسبب فى هزائمنا وانتكاساتنا. ويقول قبانى إن سجل هذا الشيطان (لا يشير إلى أنه اشترك - بصفة مستشار سياسى - فى أى مؤتمر قمة عربى .. كما أنه لم يكن مستشارنا العسكرى فى حرب 1948 أو 1967، ولا فى حروبنا الداخلية التى خضناها ببسالة منقطعة النظير معتمدين فيها على مواهبنا الطبيعية).

كانت هذه المقالة فى مايو 1973، عندما بدأت ذهنية المؤامرة تنتشر فى الأوساط العربية، وتُدَّمر خلايا العقل فلا يقدر إلا على رسم صورة شيطانية لكل من كان ينبغى أن نفكر فى كيفية إدارة صراعاتنا معه واكتفينا بخطب نارية ضده.

لم يسمع أحد نزار قبانى عندما نبه قبل أكثر من أربعة عقود إلى أن ما نفعله بأنفسنا لا يستطيع أعتى الشياطين أن يعملوا شيئاً منه0 فهل نسمعه الآن؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما نفعله بأنفسنا ما نفعله بأنفسنا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon