توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قتل .. وليس شروعا فيه

  مصر اليوم -

قتل  وليس شروعا فيه

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

يرتبط نجاح أى نظام سياسى أو فشله بمدى اضطلاع السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) بدوره كاملاً دون انتقاص. فإذا تراجع دور أى من هذه السلطات، سواء بسبب خلل فى التكوين أو نتيجة خضوع لسيطرة سلطة أخري، يضعف أداء النظام السياسى فى مجمله.


كما أن مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث فى النظامين الرئاسى وشبه الرئاسى لا يعنى عدم تعاونها، ولا يصح أن يحول دون حدوث تكامل بينها، بحيث تستطيع احداها تصحيح خطأ أخرى، أو أداء ما كان ينبغى أن يقوم به غيرها ما لم يكن خارجاً عن حدود صلاحياتها. ولذلك تتيح فعالية السلطة التشريعية تصحيح أخطاء قد ترتكبها هذه الجهة أو تلك فى السلطة التنفيذية فى الوقت المناسب. كما تساعد فعالية السلطة القضائية فى إلزام السلطة التنفيذية بأن تفعل ما كان واجباً عليها أن تقوم به حين تتأخر فيه أو تهمله، أو بأن تتوقف عن فعل معين لا ينسجم مع مقتضيات المصلحة العامة. وهى تستطيع أيضاً دعم المركز القانونى للسلطة التنفيذية إذا حالت عراقيل دون تنفيذ قرار اتخذته من أجل تحقيق هذه المصلحة. وقد ضربت محكمة القضاء الإدارى فى أسوان مثالاً بالغ الأهمية قبل أيام فى دعم موقف إحدى الجهات التنفيذية (مديرية حماية النيل بمركز إسنا)، وتأكيد سلامة قرارها بمنع شركة إدفو للورق من صرف مخلفاتها الصناعية فى مياه النيل. ورفضت دعوى أقامتها هذه الشركة لوقف القرار. وهذا حكم يستحق أن ترفعه المحكمة الإدارية العليا إلى مرتبة القواعد القانونية، وخاصة أن منطوقه بحث مختلف الأجهزة التنفيذية على أن تقوم بدورها فى منع تلوث مياه البيل, ويطلب من السلطة التشريعية القيام بدورها فى تنقية القوانين المتعلقة بهذا الموضوع ولفتت انتباهها إلى التناقض فيها بين منع تلويث النهر، والسماح لجهات تنفيذية فى الوقت نفسه بالترخيص للصرف الصناعى فيه عند الضرورة، وطالبتها بتعديل قانونى يعتبر هذا الصرف «جناية شروع فى قتل المصريين وإفناء الحياة فى أرجاء مصر». والكرة الآن فى ملعب مجلس النواب، بعد أن أصبح تلويث المياه أهم مصادر الأمراض المنتشرة فى مصر، بحيث يجوز القول إن هذا التلويث يعد قتلاً كامل الأوصاف، وليس شروعاً فيه فقط. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قتل  وليس شروعا فيه قتل  وليس شروعا فيه



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon