توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظاهرة الشيخ إمام

  مصر اليوم -

ظاهرة الشيخ إمام

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

أقل ما يمكن أن نذكره عن الشيخ إمام عيسى فى الذكرى الحادية والعشرين لرحيله (7 يونيو 1995) أنه ظاهرة فنية – سياسية نادرة يصعب أن تتكرر لأسباب تتعلق به، وأخرى ترتبط بالظروف التى تحول فيها من مغن كلاسيكى لا يتميز إلا برفض الإسفاف إلى فنان ملتزم صار رمزاً للفن الاحتجاجى. 

بدأ هذا التحول بعد قليل من أول لقاء جمعه مع زميل مشوار كفاحه الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم عام 1962، حيث كوَّنا ثنائياً كان الأكثر تعبيراً عن قضايا النضال الوطنى الديمقراطى وأهدافه على مدى عقود. 

كانت أغنياته التى كتبها نجم هى صوت الحالمين بمصر جديدة حرة تتسع لكل أبنائها بمختلف اتجاهاتهم، وتخلو من القهر والظلم والاستعباد والفساد. وكان من الطبيعى أن يأتى الفقراء فى مقدمة من عبر صوت الشيخ إمام عن آلامهم وآمالهم، وهو الذى جاء – مثله مثل نجم، من أعماق البؤس الاجتماعى. . 

ذاق مرارة الفقر المدقع فى حياة بلا مأوى لسنوات طويلة. وعندما وجد المأوى فى “حوش آدم” بالغورية، كان فى “شقة” بدت كما لو أنها مدفونة فى منطقة لم يطرأ عليها أى تغيير منذ قرون، ويتطلب الوصول إليها عبور زقاق مظلم وقنطرة قديمة، وهو الذى فقد البصر فى العام الأول من حياته. ولكنه امتلك بصيرة أتاحت له أن يرى ما لا يراه إلا قليلون. 

بدأت ظاهرة الشيخ إمام تتشكل مع أول أغانيه السياسية التى كتبها نجم مثل “شيلنى وأشيلك”، و”يعيش أهل بلدى وغيرهم مفيش”. وكانت هزيمة 1967، التى زلزلت كيان المصريين، نقلة نوعية أخرى فى تشكل ظاهرة الشيخ إمام نحو اتجاه أكثر جذرية. فصارت أغانيه مُلهمة للملايين فى مصر وخارجها. ورغم الحصار الذى فُرض على شرائطه، ألهمت أغانيه الملايين وتجاوزت حدود مصر إلى كثير من البلاد العربية. 

لم يكن فى إمكان أية قوة أن توقف تدفقه الهادر. زاده الاعتقال والحبس إبداعاً وتدفقاً. ويشعر من يسمع أغنية (أنا رحت القلعة وشفت ياسين) أنه يغنى بقلبه وروحه، وليس بحنجرته. 

ولكن ظاهرة إمام هذه لم تأخذ حقها من البحث حتى الآن. مازالت فى حاجة إلى دراسة متعمقة يقوم بها علماء اجتماع ونفس وخبراء موسيقيون من أجل سبر أغوارها، ووضعها فى سياق الدور التاريخى الذى قام به الفن فى دعم نضال المصريين منذ أواخر القرن التاسع عشر. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الشيخ إمام ظاهرة الشيخ إمام



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon