توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللعبُ مع الذئاب

  مصر اليوم -

اللعبُ مع الذئاب

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

وجدتُ الحكومةَ تعمل فى خدمة الإنجليز. كان هذا تقدير الخديو عباس حلمى للوضع فى مصر عقب توليه الحكم عام 1892، كما ورد فى مذكراته «عهدى». وكان هذا الخديو قد لفت انتباهى، أكثر من حكام الأسرة العلوية الآخرين، منذ أن بدأت فى قراءة التاريخ. وأذكر أن الأستاذ هاشم مدرس التاريخ المثقف فى مدرسة أحمد عرابى الثانوية كلفنى فى إحدى الحصص بالحديث فى الحصة التالية عن العلاقة بين الزعيم مصطفى كامل والخديو عباس حلمى الذى تحل بعد 3 أيام «19 ديسمبر» الذكرى الثمانون لرحيله فى جنيف، والخمسون بعد المائة لولادته. فقد رأيته قوياً مُقدِماً على تحدى اللورد كرومر والإنجليز تارة، ومهادناً متراجعاً تارة أخرى. وبدا لى أنه كان متردداً بين طريقى التحدى والمهادنة. بدأ عمره بالتحدى عبر إقالة حكومة مصطفى فهمى التى اعتبرها موالية للإنجليز، ودخل فى مواجهات عدة ضد كرومر. ولكنه اضطر إلى مهادنة الإنجليز فى بعض المواقف. وبين ما ظهر من تحد، وما وضح من مهادنة، تبقى فى فترة حكمه تصرفات مازالت تحتاج إلى تفسير لتكوين صورة أكثر وضوحاً عن السمة الأساسية لها، وهى اللعب مع الذئاب .. ذئاب إنجليز وأتباع لهم فى مصر. ومع ذلك ربما يجوز القول إنه كان أكثر حكام الأسرة العلوية حرصاً على وضع حد للاحتلال الإنجليزى، وإحساساً بمعاناة الفلاحين والفقراء. والقدر المتيقن أنه أكثرهم تحدياً للاحتلال باعتراف اللورد كرومر فى الكتاب الذى ألفه عنه،. فقد روى أنه عقب تنصيب عباس حلمى أرسل برقية إلى لندن عبر فيها عن اعتقاده بأن «الخديو الشاب سيكون مصرياَ بحتاَ». وكتب فى برقية تالية ما سماها «ميوله المصرية المبهمة قادته إلى إثارة حملة كراهية ضدنا». وبدا كرومر ناقماَ عليه بسبب موقفه تجاه مذبحة دنشواى التى استقال بعدها بعدة أشهر. وكان إقدام الإنجليز على عزل هذا الخديو مع نشوب الحرب العالمية الأولى شهادة ثانية فى الاتجاه نفسه لرجل لم يكن أمامه إلا أن يلعب مع ذئاب سلكوا طرقًا عدة لاحتوائه، فنجحوا حيناَ وفشلوا فى أغلب الأحيان فاضطروا إلى عزله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعبُ مع الذئاب اللعبُ مع الذئاب



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon