توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشطرنج .. والربيع العربى

  مصر اليوم -

الشطرنج  والربيع العربى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

نادرا ما يتأمل المرء لوحة الشطرنج المربعة ذات اللونين المختلفين والمربعات الأربعة والستين، سواء كان لاعباً أو متفرجاً. فالاهتمام ينصب على الصراع الدائر على هذه اللوحة، وخصوصا حين يكون اللاعبان ماهرين أو محترفين.

ولكن عندما تتأملها، يدور فى الذهن سؤال عن مغزى عدم وجود الشعب أو ما يدل عليه فى هذه اللوحة الحالة بكل رموز السلطة من الملكين والوزيرين إلى البيادق والطابيات. 

والإجابة التقليدية عن هذا السؤال أن الصراع على لوحة الشطرنج يرمز إلى الحروب التى تحدث بين الدول. فالسلطات هى التى تقرر خوض هذه الحروب، وتعتمد فيها على الجيوش، بعيدا عن الشعب رغم أنه يقوم بدور مهم فيها وخصوصاً حين تتوافر له حرية المشاركة فى الشأن العام، أو على الأقل يتأثر بها. فالحرب تؤثر فى الاقتصاد وبالتالى فى حياة الناس، كما فى ثقافتهم أو بعض قيمهم مثل التعصب والتسامح والسلام وما إلى ذلك. كما أن نتائج الحرب تنعكس بالضرورة على الشعب، سواء فى حالة النصر أو الهزيمة. 

ولكن استبعاد الشعب من لوحة الشطرنج رغم ذلك كله يظل مفهوماً لأنها لعبة قديمة للغاية تعود بدايتها إلى القرن الخامس أو السادس، حين كان أفراد الشعب رعايا لا يؤخذون فى الاعتبار، وليسوا مواطنين لهم حق المشاركة فى إدارة شئونهم. 

ولم يحدث أى تطور فى لعبة الشطرنج فى العصر الحديث الذى شهد تحول الإنسان من رعية إلى مواطن، وأصبح حاضراً فى الصراعات التى تخوضها دولته مع دول أخرى بصورة لم يكن لها وجود قبل هذا العصر. كما أصبح هو نفسه الطرف الثانى فى الصراعات الداخلية التى تحدث فى بلده، سواء كانت ضد سلطة يحتج عليها كما حدث فى ثورات الربيع العربى التى تحل هذه الأيام ذكراها السادسة بدءاً من تونس (17 ديسمبر الماضى)، أو كانت بين جماعتين سياسيتين أو مسلحتين كما يحدث فى بعض البلاد التى أُغرق فيها هذا الربيع فى أوحال شتاء يُمطر عنفاً وإرهاباً. وإذا تأملنا ما آل إليه الربيع العربى الآن، ربما نجد أن بقاء لعبة الشطرنج ولوحتها على حالهما يدل على أن دور الشعوب مازال محدوداً بوجه عام، وليس فى منطقتنا فقط، وأن وقت تعديلها لم يحن بعد. 

المصدر : صحيفة الاهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشطرنج  والربيع العربى الشطرنج  والربيع العربى



GMT 00:18 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

الشعب المندهش

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon