توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معنى التعديل الوزارى

  مصر اليوم -

معنى التعديل الوزارى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

قليلة هى فى عصرنا الراهن التعديلات الوزارية التى تحدث من وقت إلى اّخر فى الحكومات المصرية، أى استبدال عدد من الوزراء وليس تغيير الحكومة بشكل كامل. ويحمل هذا التعديل معنى تحميل الوزراء الذين يتم استبدالهم المسئولية عن ضعف أداء الحكومة، أو عن الأزمات والمشاكل التى تثير استياءً فى المجتمع.

ولا ينسجم هذا المعنى مع المفهوم الحديث للحكومة، وهو أنها فريق عمل واحد، وتعمل بطريقة جماعية، وتكون المسئولية فيها بالتالى تضامنية أى موزعة على رئيسها وجميع أعضائها. وبموجب هذا المفهوم، يمكن فهم استبدال وزير لأسباب شخصية أو قانونية تتعلق به. كما يمكن تغييره بسبب عدم تعاونه مع باقى الوزراء، الأمر الذى يعطل عمل الحكومة.

أما استبدال عدد كبير من الوزراء يصل فى كثير من التعديلات إلى ما يقرب من ثلث أعضاء الحكومة، فلم يعد معتاداً فى الحكومات الحديثة التى يتعذر تقييم كل وزير فيها على حدة، إلا إذا كان يعمل فى جزيرة خاصة به. وهذا هو على وجه التحديد مصدر الخلل الأساسى فى العمل التنفيذى فى بلادنا، إذ يتم تشكيل الحكومات فى غياب رؤية واضحة تجمع أعضاءها الذين يفترض أن يتعاونوا فى العمل على أساسها منها، ويمكن تقسيم العمل بينهم فى إطارها. كما تحدد رؤية الحكومة معايير دقيقة لاختيار الوزراء بحيث يعرف كل منهم، والناس عموماً، لماذا تم اختياره. 

ويحدث ذلك بشكل تلقائى فى كثير من بلاد العالم التى حققت نجاحاً لأن الحكومات فيها سياسية تتبنى اتجاهات واضحة فى إطار رؤية تحكمها. كما طورت الدول الناجحة التى لم يصل تطور المجال العام فيها إلى مستوى تشكيل حكومات سياسية وسائل جديدة توفر المقومات الحديثة للحكومة، وفى مقدمتها بلورة الرؤية التى تعمل على أساسها قبل اختيار رئيسها، بحيث يُختار على أساس إيمانه بهذه الرؤية وقدرته على قيادة أعضائها وتقسيم العمل بينهم فى إطار برنامج يعرف كل منهم دوره المحدد فى تنفيذه. ولذلك فليت التعديل الوزارى الجديد يكون الأخير الذى يُجرى بطريقة تقييم كل وزير على حدة. وفضلاً عن أن مصر تستحق حكومة حديثة تعمل بمنهج فريق العمل الواحد والمسئولية التضامنية، فحجم المشاكل المتراكمة ونوعها يجعلان الحاجة إلى مثل هذه الحكومة أكثر من ضرورية. 

المصدر : جريدة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معنى التعديل الوزارى معنى التعديل الوزارى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon