توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فن يتحدى الردة

  مصر اليوم -

فن يتحدى الردة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

سيسجل التاريخ عن عام 2016 أنه أحد أسوأ الأعوام فى التاريخ الحديث، بعد أن وصلت فيه الردة عن قيم التنوير والحداثة والحرية الى ذروتها فى أوروبا والولايات المتحدة حيث المعاقل الأساسية لهذه القيم، وبلغ فيه التدهور والانحطاط مبلغاً شديد الخطر فى كثير من المناطق، والشرق الأوسط. ومع ذلك تحمل مقاومة القوى الحية فى العالم ضد هذه الردة أملاً فى تقصير المدى الذى ستستغرقه، وتُبشَّر بإمكان وضع حد لها فى الغرب على الأقل قبل أن تقتلع ما بقى من معنى للإنسانية والضمير والأخلاق فى عالم تحكمه القوة العارية من أى غطاء. وكان حصول ألبوم “ليمونيد” الغنائى للفنانة الأمريكية السمراء بيونسيه على لقب “ألبوم العام” فى أهم استطلاعات 2016 فى مجال الموسيقى والغناء أحد العوامل التى تؤكد القدرة على مقاومة الردة الثقافية السياسية فى عالم اليوم. ويعتمد اختيار “ألبوم العام” على مجموعة من الاستطلاعات (بلغ عددها 25 هذا العام) تجريها أهم المجلات والمواقع الإلكترونية والمدونات المعنية بالموسيقى والغناء. 

وتعود أهمية ألبوم “ليمونيد” إلى مضمونه المشحون بقيم ليبرالية تقدمية تُمجدَّ الحرية والمساواة والعدل والكرامة الإنسانية، وتدافع عن حقوق المرأة والأقليات، مع اهتمام خاص بقضية السود فى الولايات المتحدة نتيجة تنامى النزعة العنصرية مجدداً فى السنوات الأخيرة. 

وعندما يتفوق ألبوم غنائى مشحون بهذه القيم والمواقف فى مسابقة بالغة الصعوبة، فهذا يعنى أن صعود القوى القومية المتطرفة والعنصرية فى أوروبا وأمريكا لن يكون سهلاً، ليس فقط لأنها ستنكشف بأسرع مما يتوقع كثيرون، وسيتبين أنها لا تجيد إلا صناعة الكراهية، ولكن أيضاً لأن الفن وغيره من أدوات القوة الناعمة سيكون لها بالمرصاد. 

وليست بيونسيه المغنية والممثلة، التى يبدو عقلها المستنير وقلبها الذى يحتضن آلام البشر أروع من جسدها الأسمر الجميل، إلا واحدة من بين آلاف الفنانين الذين سيقومون بدور جوهرى فى تحدى الردة الثقافية والسياسية فى الغرب، بكل انعكاساتها المؤلمة على منطقتنا البائسة. 

ولذلك نزل نبأ احتلال ألبومها مركز الصدارة فى هذا العام البائس بصفة خاصة برداً وسلاماً على كل من يشاركونها انحيازها إلى القيم الإنسانية العليا التى تتعرض لأكبر محنة منذ أن أشرقت شمسها على العالم فى مطلع العصر الحديث. 

المصدر: صحيفة الأهرام اليومي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن يتحدى الردة فن يتحدى الردة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon