توقيت القاهرة المحلي 09:41:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الواقعى .. والخيالى

  مصر اليوم -

الواقعى  والخيالى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تُستخدم كلمة الواقعية فى اللغة العربية لوصف نوعين من المواقف السياسية. النوع الأول هو المواقف الروتينية التى تُعد تحصيل حاصل أو إعادة إنتاج مواقف سابقة. والنوع الثانى هو المواقف الضعيفة أو المترددة أو التى تنطوى على تنازلات مجانية. ولا تختلف دلالة كلمة الواقعية السياسية فى معظم اللغات، إذ تدل على معنى القبول بما يتيسر أو يبدو متاحاً أو مرتبطاً بتوازنات معينة.

ولكن الواقعية تُستخدم أيضاً لتبرير مواقف يؤدى القبول بأمر واقع معين فيها إلى تقديم تنازلات غير ضرورية، أو الذهاب بعيداً فى التخلى عن مبادئ معينة على نحو يتجاوز الأساس الذى تقوم عليه الاتجاهات الواقعية، وهو القبول بالمتاح أو الممكن.

وفى هذه الحالة نجد خلطاً بين القبول بالممكن وبين مفهوم «فن الممكن» الذى يحلو للبعض أن يعتبره جوهر العمل السياسى على أى صعيد. فلكى يتيسر الحديث ابتداء عن «فن الممكن» لابد أن تكون لدى متخذ الموقف الواقعى رؤية واضحة ينطلق منها، ليحدد ما هو الممكن الخلاَّق الذى يحقق أكبر قدر من المكاسب، ويساعد على تقليل الخسائر.

ويتعذر الحديث عن «دفن الممكن» بهذا المعنى بدون قدر من الخيال السياسى، الذى لا يدرك بعض من يعتبرون أنفسهم واقعيين مستوياته المتعددة. فالنزعة الخيالية، التى هى نقيض الواقعية، تنطوى على تحليق فى آفاق بعيدة، الأمر الذى يجعلها نوعاً من الجموح وسعياً إلى المستحيل الذى يتجاوز القدرات وينفلت من ضوابط الحسابات الدقيقة, وقد يتحول الى مغامرات.

غير أن هناك قدرا من الخيال السياسى لابد أن تتضمنه أي رؤية تنير الطريق0 ويعتبر هذا القدر من الخيال أقرب إلى معنى الحلم الذى ينطلق من الواقع، وليس التحليق المفارق لهذا الواقع. والحلم فى هذا السياق هو التطلع إلى تحقيق هدف يتطلب عملاً وفق رؤية تحدد خطوات هذا العمل ومراحله لتحويله إلى واقع فى فترة محددة. وهذا هو ما يجعل «فن الممكن» تعبيراً عن إنجاز يمكن تحقيقه لتغيير الواقع، وليس عن الإبقاء على هذا الواقع والخضوع بالتالى لمتطلباته، ناهيك عن التطوع بما هو أكثر منها ولذلك فالمنهج الواقعى الصحيح هو الذى يقدم دليلاً للتحرك إلى الأمام، وليس إلى الوقوع فى المكان الذى نقف فيه.

المصدر : صحيفة الأهرام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقعى  والخيالى الواقعى  والخيالى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon