توقيت القاهرة المحلي 23:37:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عربدة نظام أردوغان

  مصر اليوم -

عربدة نظام أردوغان

بقلم - وحيد عبدالمجيد

 غريب هذا الصمت الكامل، باستثناءات قليلة هنا وهناك، تجاه عدوان سافر يشنه نظام رجب طيب أردوغان فى تركيا على عفرين السورية، بدعوى مواجهة إرهابيين أكراد. والمقصود أعضاء فى حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى المتحالف مع جماعات وعشائر عربية، ومؤسس «قوات سوريا الديمقراطية» التى قامت بأهم وأكبر دور فى محاربة «داعش» وهزيمته فى سوريا. المفارقة بين ردود الفعل العربية على أى تهديد من جانب نظام آيات الله فى إيران، وأخطار النظام التركي، تثير دهشة حتى من تعودوا على عجائب العرب وغرائبهم.

تهديد نظام أردوغان لا يقل خطراً عن سياسات النظام الإيراني، لسببين. أولهما أن خطر هذه السياسات واضح ومعروف. لدى النظام الإيرانى مشروع معلن وصريح لتوسيع نفوذه الإقليمي0 والتعامل مع خطر واضح أسهل، أو أقل صعوبة، من التعاطى مع تهديد مراوغ ومداور. أما السبب الثانى فهو أن نظام أردوغان يفتقر إلى رؤية واضحة، الأمر الذى يجعله مرتبكاً يتخبط بلا عقل أو منطق. والارتباك يزيد الخطر لأسباب عدة أهمها أن توقع اتجاهاته أصعب.

ويقترن تهديد نظام أردوغان هذه المرة بجموح يصل إلى مستوى العربدة. صدق أركان هذا النظام أكذوبتين روَّجوهما. الأولى أن حزب العمال الديمقراطى الكردى السورى إرهابي. والثانى أنه حزب انفصالى يريد إقامة دولة كردية فى شمال سوريا.

الأكذوبتان متناقضتان. الزعم أن الحزب المذكور إرهابى يستند إلى علاقته بحزب العمال الكردستانى الذى يقاتل ضد نظام أردوغان فى تركيا. وإذا صح أن الحزب السورى مجرد فرع للحزب التركي، فلا منطق لأن يسعى إلى إقامة دولة فى سوريا. الفرع يعمل فى إطار الأصل. والأصل معنى بتركيا وليس بسوريا.

والأمر واضح بذاته. أردوجان يتخذ موقفاً عنصرياً، وليس سياسياً فقط، ضد الأكراد فى أى مكان. وكلهم لديه يستحقون السحق والقتل. وخطابه المتعلق بغزو مدينة عفرين السورية ذات الغالبية الكردية يتضمن مفردات تحمل معنى الإبادة الجماعية. ولكن القانون الدولى معطل اليوم أكثر من أى وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وعندما يكون هذا حال العالم، يستطيع من يملك قوة ولا يهتدى بعقل أن يعربد بلا رادع. ولكن الغريب حقاً هو حال العرب الذين تُهدَّد هذه العربدة بعض بلادهم، ويزداد خطرها على مصالحهم.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عربدة نظام أردوغان عربدة نظام أردوغان



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 20:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته
  مصر اليوم - أحمد السقا يكشف عن أحلام طفولته

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon