توقيت القاهرة المحلي 08:15:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المثليون .. عندنا وعندهم

  مصر اليوم -

المثليون  عندنا وعندهم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا تقتصر آثار تردى الحالة الثقافية العامة على المجتمع وأنماط الحياة فيه فقط، أو على أوضاع العلم والمعرفة فحسب. تشمل هذه الآثار ضعف القدرة على فهم الثقافات الأخرى فى العالم، وربما أيضاً صعوبة إدراك بعض ما يحدث فيه.

ولذلك لا نستغرب أن تؤدى خصومة سياسية مع عضو فى مجلس العموم البريطانى إلى مهاجمته بطريقة تدل بوضوح على أننا لا نعرف شيئاً عن ثقافة الغرب فى المرحلة الراهنة. فقد ظن بعض الغاضبين من النائب البريطانى بسبب تقرير قام بدور رئيسى فى إعداده أنهم وجدوا ضالتهم عندما قال هو عن نفسه (وبنفسه) أنه مثلى (أى شاذ جنسياً وفق التعبير السائد عندنا).

وأخذنا نقرأ ونسمع من يسخرون منه لأنه مثلي, ويظنون أن فى نعته بالمثلية تحقيراً له, ويغفلون أنه حين ينعت نفسه بهذه الصفة فهذا يعنى أنها ليست سيئة وفق الثقافة السائدة فى مجتمعه.

والمدهش أن من يفعلون ذلك لا يدركون أن الاتجاه السائد فى المجتمعات الغربية الآن لا يرى فى المثلية عيباً أو جُرماً أو حتى خروجاً على المألوف، بل ينظر إليها باعتبارها ظاهرة عادية، بخلاف الحال فى ثقافتنا التى ترفضها وتذمها. ولذلك يندر أن تجد مثلياً يقدم على التصريح بأنه كذلك فى أى من بلاد الشرق.

وهذا الاختلاف بين الثقافات، وبالتالى بين دلالات الألفاظ من ثقافة إلى أخري، أمر طبيعي. ولذلك يتعين على من يجدون أنفسهم فى مواقع تتيح لهم التواصل مع العالم، وخصوصاً حين يفعلون ذلك بصفتهم مُمثلين لبلدنا على أى صعيد، أن يحاولوا معرفة ثقافات المجتمعات التى يتعاملون مع أشخاص أو هيئات فيها.

وعليهم أيضاً إدراك أن دلالات الألفاظ بالغة الأهمية فى هذا السياق لأنهم قد يواجهون مواقف تفرض البحث عن كلمات معينة للتعبير عما يريدون قوله بطريقة تحقق مكسباً ولا تؤدى إلى خسارة، خلال أدائهم مهام تتعلق بالمهام التى يشغلونها. ونذكر هنا بمثال مشهور يتعلق بالفرق بين دلالة كلمة أراض فى اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية عند صياغة قرار مجلس الأمن 242 لعام 1967.

وربما يكون هذا «أضعف الإيمان» حين يصل التخلف الثقافى إلى حد عدم معرفة الفرق بين دلالة كلمة لدينا، وعند غيرنا.

المصدر : صحيفة الأهرام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثليون  عندنا وعندهم المثليون  عندنا وعندهم



GMT 04:23 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

التقليد الأعمى

GMT 06:07 2021 الخميس ,23 كانون الأول / ديسمبر

الميول الجنسية والموقف السعودي الصلب

GMT 01:57 2017 الثلاثاء ,19 أيلول / سبتمبر

الظلام مازال أقوى

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon