توقيت القاهرة المحلي 16:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المُعتدِى والمُعتدَى عليه

  مصر اليوم -

المُعتدِى والمُعتدَى عليه

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

حاول المُستعمرون طول تاريخهم البغيض, ومازالوا, إيجاد ذرائع لتبرير احتلالهم أراضى غيرهم، والاعتداء عليهم، وإبادتهم أحيانًا كما فعل منذ قرون من احتلوا المناطق التى توجد بها الولايات المتحدة، وكما يحاول الصهاينة الآن فى فلسطين.

ليس هناك أسهل من الذرائع. إذا لم يجد المُستعمرون بعضها يصطنعونها ويُرددونها ويستخدمون قدراتهم الإعلامية والدعائية لتسويق الأكاذيب التى تقوم عليها. فعندما اضطرت المقاومة الفلسطينية إلى بناء قواعد ارتكاز لفدائييها فى جنوب لبنان منذ عام 1966، توالت الاعتداءات الصهيونية بهدف خلق ضغائن ضدها، وتأليب القوى المحلية التى خشيت آثار الوجود الفلسطينى على التوازن الطائفى الدقيق والحساس.

تذرع الصهاينة بأن المقاومة ليست لبنانية، وأنها تستغل ضعف لبنان للتمركز فيه. وكثفَّوا دعايتهم النمطية القائمة على زعم أنهم لا يبيتون نيات عدوانية تجاه لبنان لولا وجود من كانوا يسمونهم «المخربين غير اللبنانيين» على أرضه. كانت القوى الوطنية التى دافعت عن المقاومة تدرك حقيقة الأطماع الصهيونية فى مياه لبنان، وسعى الكيان الإسرائيلى لاستغلال وجود المقاومة الفلسطينية لتوجيه ضربات تخيلوا أنها ستُغَّير الوضع الذى كان قائمًا، وتخلق معادلات جديدة تُتيح إنهاء مقاطعته وفتح منافذ له فى هذا البلد الذى دعم معظم شعبه وسياسييه ما كانت تعتبر حينذاك قضية العرب المركزية. وكان هذا واضحًا فى جغرافيا الاعتداءات الصهيونية التى لم تستهدف الفدائيين الفلسطينيين فقط، بل مناطق لبنانية لا وجود لهم بها، ولكن يمكن خلق فتنة طائفية فيها بسبب طبيعة تركيبها الديموجرافى. وعندما نتأمل الخطاب المصاحب للاعتداء الصهيونى الراهن على لبنان نجد أنه يكاد يكون نسخة مُعدلة لنظيره فى أواخر ستينيات القرن الماضى وأوائل سبعينياته. ورغم أن المقاومة صارت لبنانية وليست فلسطينية يتذرع المعتدون بعلاقتها مع إيران. ولكن الفرق أنهم باتوا يفصحون عن نياتهم التى كانت مخفية حينذاك، ويُصرحون بأنهم يريدون تغيير الوضع فى المنطقة كلها، وليس فى لبنان فقط.

وهكذا، فطول ما يقرب من ستة عقود، يواصل الصهاينة محاولات تزييف الواقع الذى ينطق بأنهم مُعتدون، وتصوير أنفسهم كما لو أنهم ضحايا. ولكن المُعتدِى والمُعتدَى عليه واضحان تمام الوضوح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المُعتدِى والمُعتدَى عليه المُعتدِى والمُعتدَى عليه



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon