توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خدعةُ تشغل العالم

  مصر اليوم -

خدعةُ تشغل العالم

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

ألعاب الخداع البصرى اليدوية المُتقنة معروفة منذ زمن طويل. تعود بداياتها إلى العصور القديمة. وهى تعتمد على خفة اليد وتشتيت الانتباه عبر توجيه أنظار الحاضرين إلى أمر معين، فى الوقت الذى يجرى إعداد الخدعة بحيث يتعذر كشفها، ومن ثم الإيهام أو الإيحاء بأن شيئاً خارقاً للعادة أوغير طبيعى يحدث. تطورت هذه الألعاب مع ابتكار التليفزيون، فظهرت أشكال متنوعة من الخدع التصويرية. ودخلت هذه الألعاب مرحلة جديدة بعد اختراع الإنترنت وشيوع استخدامه، فأُنتجت ألعاب إلكترونية تعتمد على الخداع، وأقبل عليها من يهوون هذا النوع من الألعاب صغاراً كانوا أم كباراً. ولكن هذا الإقبال لا يُقارن البتة بالانشغال الهائل بلعبة خداع أخرى ولكنها سياسية. لعبةُ تتجدّد كل أربع سنوات فى الولايات المتحدة، وتستمر عاماً كاملاً. ولكن الانشغال بها يزداد كثيراً فى الأسابيع الأخيرة للانتخابات التى يتابعها كثير من البشر وربما أكثرهم، وينبهر بعضهم وربما معظمهم بها كما هو حال من يشاهدون لعبة خداع يدوية أو إلكترونية. تقوم خدعة الانتخابات الأمريكية على إيحاءٍ أو إيهامٍ أيضًا بأن السباق إلى البيت الأبيض يعتمد على تنافس ديمقراطى حر أمكن تسويقه لفترة طويلة، باعتباره نموذجًا لابد من نقله إلى دولٍ أخرى أو الاقتداء به اختيارًا أو عنوة. وليست هذه إلا خدعةً كاملة الأوصاف. يعتمد المُخادعون على إخفاء ما وراء الظاهر الذى يتابعه المهتمون بها، تمامًا كما يفعل الحواة الذين يتقنون فنون الخدع البصرية اليدوية. لا يعرف إلا القليل فى العالم تأثير جماعات الضغط المتفاوتة قدراتها، وفى مقدمتها اللوبى الصهيونى المتمثل فى «إيباك» ومنظمات شيطانية أخرى. ولا يدرك أكثر المشغولين بلعبة الخداع الانتخابى الأمريكى دور مُمولى الحملات الانتخابية والمتبرعين لهذا المرشح أو ذاك، والمصالح التى يريدون تحقيقها فى سباق تختلط فيه «فنون» الخداع الانتخابى بعمليات «البيزنس» المتنوعة. ولا يعلم أكثر المشغولين بهذه اللعبة، وهم ينتظرون الفائز، أن ثمنه مدفوع مقدمًا، وأن البطاقات الموضوعة فى صناديق الاقتراع التى يتابعون فرزها إنما هى حصيلة تأثير جماعات الضغط وأصحاب المال. حقًا إنها أكثر ألعاب الخداع إتقانًا فى التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدعةُ تشغل العالم خدعةُ تشغل العالم



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon