توقيت القاهرة المحلي 08:28:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مُعذَّبون فى الأرض

  مصر اليوم -

مُعذَّبون فى الأرض

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

لم يتصور الراحل الكبير د. طه حسين، عندما أصدر مجموعته القصصية «المعذبون فى الأرض» عام 1951، أن عذاب الفقراء والمعدمين والمرضى الذين صور بقلمه مأساتهم ستتضاءل أمام هول ما يعانيه الشعب السورى كله تقريباً، واللاجئون منه بصفة خاصة.
وربما لم يتخيل أحد ممن اهتموا بقضية فلسطين على مدى عقود أن اللاجئين الذين شرَّدهم الكيان الصهيونى سيكونون ذات يوم أقل بؤساً من آخرين فى سوريا يهيمون على وجوههم هرباً من حرب جنونية كشفت الخواء الإنسانى فى عالم اليوم. كان اللاجئون الفلسطينيون هم الأكثر عدداً بين لاجئى العالم حتى سنوات قليلة مضت، قبل أن يتصدر اللاجئون السوريون القائمة التى تدين العالم، خاصة دوله الكبرى والأكثر ثراء. 

لا يوجد تقدير دقيق لعدد الفلسطينيين المشرَّدين خارج وطنهم المحتل. ولكن المؤشرات تفيد بأنه لا يقل عن خمسة ملايين. العدد المسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى حدود مليونين ونصف المليون. ولكن الذين يعيشون فى مخيمات اللجوء أقل من ذلك. معظمهم فى الأردن ولبنان وسوريا، فضلاً عن الضفة الغربية. أما معظم الفلسطينيين فى الخارج فقد أصبحوا يعيشون حياة شبه طبيعية فى عدد كبير من بلاد العالم، وحقق بعضهم نجاحاً فى أعمالهم. وحصل كثير منهم على الحق فى الإقامة. 

وهكذا أصبحت معاناة اللاجئين السوريين هى الأكبر كماً ونوعاً، سواء من يعيشون فى مخيمات أو من استطاعوا توفيق أوضاعهم بصعوبة فى البلاد التى لجأوا إليها. وقد لجأ معظمهم إلى تركيا، حيث يوجد نحو مليونين ونصف المليون لاجئ، ثم لبنان بعدد يقترب من مليونين، ويليه الأردن حيث يوجد نحو سبعمائة ألف. وفى مصر عدد يُعد كبيراً لأنه يتعدى المائة ألف (حوالى 120 ألفا على الأقل). كما استقبلت بضع دول أوروبية أعداداً محدودة متفاوتة أكثرها فى ألمانيا. واستضافت دول أخرى فى العالم أعداداً رمزية. ويُجسدَّ هؤلاء اللاجئون حالة العذاب فى الأرض فى أكثر صورها قسوة وإيلاماً, ويُعرَّون العالم الذى يتشدق بالقيم الإنسانية، ويُظهرونه على حقيقته. 

وتكفىاوضاع مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين شاهداً على ذلك، إذ تعجز عن تدبير موارد لأداء الحد الأدنى من دورها التى أُنشئت عام 1951 من أجله، وتتهرب الدول التى تنفق مليارات الدولارات على التسليح من مساعدتها. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُعذَّبون فى الأرض مُعذَّبون فى الأرض



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon