توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبيب .. ومحنة «الإخوان»

  مصر اليوم -

حبيب  ومحنة «الإخوان»

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

تفيد الرواية التى يقدمها د.محمد حبيب عن بعض أساليب إدارة جماعة "الإخوان المسلمين" خلال العقد الماضى فى إلقاء بعض الضوء على مساحات معتمة تتعلق بالتفاعلات التى حدثت داخلها. كان د. حبيب يشغل موقع النائب الأول للمرشد العام فى تلك الفترة، قبل أن يفيض به الكيل ويستقيل عام 2009. ولذلك تكتسب روايته المتضمنة فى مقالات متوالية ينشرها فى إحدى الصحف الخاصة أهمية بغض النظر عن طبيعة هذه الصحيفة. 

وتفيد رواية د. حبيب أن (الجماعة بدأت فى السقوط مبكراً. وبدا ذلك واضحاً منذ أواخر عام 2006، وربما قبل ذلك بكثير). كما يُفهم من روايته أنه بذل أقصى ما كان لديه من جهد لتصحيح الأخطاء وإعادة ترتيب الأوراق، ولكنه لم يستطع. 

والملاحظة الأساسية على هذه الرواية هى أن أي أزمة من هذا النوع لا تحدث فى لحظة واحدة، بل عبر تراكم يستمر لسنوات طويلة. فقد بدأت مقدمات الأزمة مبكراً فى الثمانينيات حين تحالف الباقون من النظام الخاص للجماعة مع من ارتبطوا فى شبابهم بالتنظيم الذى نُسبت قيادته إلى سيد قطب فى الستينيات. وكانت هذه بداية تكوين حلقة ضيقة "أوليجاركية" خططت للسيطرة على التنظيم قطعة قطعة، فى الوقت الذى كان الإصلاحيون مثل د. حبيب منغمسين فى العمل العام أكثر مما كانوا مهتمين بالعمل التنظيمى. 

ولذلك فعندما أدرك حبيب أن الجماعة "بدأت فى السقوط" وفق تعبيره، كانت تلك هى اللحظة التى أحكمت فيها الحلقة الضيقة (يُطلق عليها فى الدراسات الأكاديمية التيار التنظيمى) سيطرتها عليها وانفردت بادارتها وهى التى تفتقر الى العقل السياسى. 

غير أن تأخر إدراك د. حبيب وآخرين من الإصلاحيين فى المستويين القيادى والوسيط خطر هذه الأزمة أفقدهم أي قدرة على وضع حد لها. كما أن موقفهم كان ضعيفاً لأن بعضهم تورطوا فى الدفاع عن ممارسات الحلقة الضيقة حين بدأت قطاعات من الشباب تطالب بالتجديد عام 2002. 

ولذلك لم يكن أمام الأكثر شجاعة بين الإصلاحيين إلا الاستقالة التى جاءت متأخرة أيضاً، بينما تكيف معظمهم مع الأمر الواقع فى ظل الحلقة الضيقة التى تمتلك "غريزة تنظيمية" فائقة ولكنها مجردة من العقل0 ومع ذلك فقد أجادت استخدام الإصلاحيين الذين تكيفوا معها، فأسهموا فى دفع الجماعة إلى الهاوية التى انزلقت إليها. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبيب  ومحنة «الإخوان» حبيب  ومحنة «الإخوان»



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon