توقيت القاهرة المحلي 06:14:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إمبرياليةإلكترونية!

  مصر اليوم -

إمبرياليةإلكترونية

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 حفلت جولة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون فى أمريكا اللاتينية بالأحداث التى قد تجعلها أهم عمل قام به منذ توليه هذا المنصب قبل عام ونيف. يحاول تيلرسون فى هذه الجولة استعادة النفوذ الأمريكى فى المنطقة التى كانت «حديقة خلفية» للولايات المتحدة حتى ثمانينيات القرن الماضى. تدخلت واشنطن فى أمريكا اللاتينية بطريقة خشنة أكثر من أى منطقة أخرى فى العالم، باستثناء شرق آسيا. وبينما فشل تدخلها العسكرى فى كوريا وفيتنام، نجح دورها الاستخباراتى فى فرض هيمنتها على كثير من بلدان أمريكا اللاتينية لعدة عقود، قبل أن تضطر إلى تغيير سياستها العدوانية الفجة تجاه أى نظام حكم يختلف معها. انتهاء الحرب الباردة الدولية، والتغير الذى حدث فى العالم خلال العقدين الأخيرين، خلقا أجواء مختلفة أدت إلى انحسار النفوذ الأمريكى فى هذه المنطقة، وفرضا على واشنطن مراجعة سياستها تجاهها.

ولكن محاولة تيلرسون استعادة هذا النفوذ، أو شىء منه، بدت مرتبكة. لم يُعد جيداً لجولته، ولم يتسلح برؤية واضحة لعلاقات جديدة مع بلدان أمريكا اللاتينية. وربما لهذا السبب، لجأ إلى محاولة تخويفها من روسيا والصين، ولكنه وقع فى خطأ معرفى وثقافى فادح عندما حذر من «إمبريالية» جديدة. يبدو أنه أراد استخدام سلاح طالما أشهره خصوم الولايات المتحدة فى وجهها عندما رتبت، أو دعمت، انقلابات عسكرية فى عدد من بلدان هذه المنطقة. ولكن عندما اعتبرها هؤلاء الخصوم قوة إمبريالية كانوا يستخدمون مفهوماً مرتبطاً بخلفيتهم الماركسية بلوره الزعيم السوفيتى لينين فى كتاب مشهور عنوانه «الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية». كان ذلك فى مطلع القرن الماضى. وكانت الرأسمالية وقتها فى مرحلة تحول ازداد فيها وزن رأس المال المالى، وتمدد فى العالم، وأنتج الظاهرة الاستعمارية. وانتهت تلك المرحلة، التى ارتبطت بالثورة الصناعية الثانية، حتى قبل أن يدخل العالم عصر الثورة الثالثة، ثم اختلف الوضع تماماً فى زمن الثورة الرقمية. لم يوضح تيلرسون طبيعة هذه «الإمبريالية» ولكن تحذيره من تدخل روسى فى انتخابات المكسيك فى يوليو المقبل, بطريقة مشابهة لمحاولة التأثير فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة, ربما يوحى بأنه يتخيل وجود إمبريالية إلكترونية. وليس هذا خيالاً خصباً فقط، بل فقر فى المعرفة على نحو لا يليق بوزير خارجية أكبر دولة فى العالم.

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمبرياليةإلكترونية إمبرياليةإلكترونية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon