توقيت القاهرة المحلي 05:57:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس لمن يعتبر

  مصر اليوم -

درس لمن يعتبر

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

اتخذ رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون، وحكومته، موقفاً يدل على شىء من النضج السياسى, والانحياز إلى الديمقراطية. وعليه أن يكمل هذا الموقف, ويقطع الطريق على اتجاه رئيس الحكومة المركزية إلى التصعيد عندما ادعى أنه لم يفهم هل أعلن بونشيمون الانفصال أم لم يعلنه, وطلب رداً على هذا السؤال كشرط للحوار, رغم أن خطاب الزعيم الكاتالونى كان واضحاً أمام برلمان الإقليم مساء الثلاثاء الماضى وهو (تعليق الاستقلال عن أسبانيا لإعطاء فرصة للحوار مع حكومتها). 

كان الجميع فى أوروبا، وليس فى اسبانيا فقط، كما فى العالم، ينتظرون هذا الخطاب بعد الاستفتاء الذى أصرت حكومة إقليم كاتالونيا على إجرائه فى الأول من أكتوبر الجارى، وحاولت حكومة مدريد منعه بالقوة فى أسوأ اعتداء على الديمقراطية فى أوروبا منذ عقود. 

وبغض النظر عن مدى حُجية استفتاء أُجرى فى ظروف غير طبيعية، ولم يشارك فيه سوى 42% فقط من الذين يحق لهم الاقتراع، فقد سلك بوتشيمون الطريق الصحيحة عندما سعى إلى تهدئة الأجواء نسبياً. 

وهذا درس طازج يجدر بقادة إقليم كردستان الذين يصرون على الانفصال أن يستوعبوه ويتعلموا منه، حتى إذا كان الاستفتاء الذى أُجرى فى هذا الإقليم فى 25 سبتمبر الماضى أكثر حُجية. وليت مسعود بارازانى يعلن بدوره تعليق إعلان الانفصال، أو تجميد نتائج الاستفتاء، لكى يفتح الطريق المغلقة الآن إلى حوار جاد. والمأمول أن ترتفع حكومة بغداد بدورها إلى مستوى المسئولية, وتتجه إلى الحوار بدون مماحكات فارغة . 

لقد تحمل أكراد العراق مظالم هائلة تفوق ما تعرض له أقرانهم فى البلدان الأخرى. ولكنهم حصلوا فى المقابل على استقلال ذاتى كامل فى إطار نظام فيدرالى يحلم أقرانهم فى تركيا وإيران وسوريا بمثله، أو حتى بأقل منه. وهذا مكسب كبير يتوجب على قادة كردستان العراق أن يبنوا عليه مسترشدين بمنهج الزعيم الكاتالونى الذى خاطر بمستقبله السياسى, وهو يعرف أن تعليق إعلان الانفصال يفتح النار عليه من الانفصاليين المتطرفين فى موقفهم, ولكنه استلهم روح نضال شعب كاتالونيا التاريخى من أجل الحرية والجمهورية، وفى مواجهة الهجمة الفاشية الضارية ضد قيم التقدم خلال الحرب الأهلية الأسبانية (1936-1939), وقدم درساً لمن يعتبر. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس لمن يعتبر درس لمن يعتبر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon