توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البرلمان .. و«العنوسة»؟

  مصر اليوم -

البرلمان  و«العنوسة»

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

لم أصدق للوهلة الأولى ما قرأته منشوراً فى إحدى الصحف الخاصة الصادرة يوم 7 مايو الجارى تحت عنوان: (مجلس النواب يعتبر «العنوسة» قضية أمن قومى). ولكننى وجدتُ خبراً متكرراً فى صحف ومواقع الكترونية عدة بصياغات مختلفة تفيد أن رئيسى اثنتين من لجان مجلس النواب يؤكدان ضرورة فتح ملف أزمة «العنوسة»، وأن أحدهما يراها قضية أمن قومى. 

وإذا صح هذا الكلام، فهو يثير سؤالين0أولهما هل لدى البرلمان أي رؤية لأولويات عمله. فبغض النظر عن الحجم الحقيقى لما يُطلق عليه أزمة «عنوسة»، فهى لا يمكن أن تكون ضمن أولويات برلمان تنتظره مهام كبرى0 تكفى ضرورات تفعيل الدستور وإصدار القوانين المكملة له، وغيرها من التشريعات التى نص على سنها، فضلاً عن تعديل عدد هائل من المواد القانونية المتعارضة معه. 

وإذا أضفنا إلى ذلك أن هناك تشريعات أخرى تشتد الحاجة إليها لإنقاذ الاقتصاد المتداعى، يصبح الاهتمام بقضية العنوسة ترفاً يشبه -على سبيل المثال- أن يترك طبيب مرضاه مكدَّسين، ويتحول إلى «خاطبة» لبعض الوقت عبر اقناع أحد هؤلاء المرضى بالزواج بإحداهن. 

أما السؤال الثانى فهو يتعلق بالنظرة إلى «العنوسة» فى هذا العصر. ويُفهم مما نُشر عن هذا الموضوع أن المقصود هو المفهوم الواسع الذى يشمل النساء والرجال على حد سواء، بخلاف النظرة الضيقة السائدة فى المجتمع الذى يرى قطاع واسع منه أن مشكلة العنوسة تخص المرأة وحدها. والسؤال هنا هو متى يكون لدينا برلمان يعمل وفق رؤية أكثر تقدماً، ويسهم فى تطوير المجتمع وليس فى تكريس واقعه المحافظ. فلم تعد «العنوسة» أزمة فى هذا العصر بفعل التحولات الاجتماعية والثقافية الواسعة التى مازال مجتمعنا فى معظمه بعيداً عنها.وينطبق ذلك على المرأة التى ينظر قطاع من مجتمعنا إليها نظرة سلبية حين يفوتها ما يسمى «قطار الزواج». فثمة ازدياد فى أعداد النساء اللاتى لا ينتظرن هذا القطار أصلاً فى الدول المتقدمة والساعية إلى التقدم، وخاصة الناجحات منهن فى عملهن. 

كما يزداد وعى النساء فى هذه الدول بأن «ضل الحيطة» أفضل بكثير من الزواج إذا لم يجدن الرجال المناسبين لهن. ولم تعد المرأة التى تعى ذلك «عانساً» إلا فى مجتمعات لم تلتحق بالعصر الحديث. وإحدى وظائف البرلمانات فى مثل هذه المجتمعات أن تساعد فى تحديثها لا أن تكرَّس تخلفها. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرلمان  و«العنوسة» البرلمان  و«العنوسة»



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon