وحيد عبدالمجيد
مهمة ثقيلة تنتظر رئيس حزب الدستور الأستاذة هالة شكر الله. فما أصعب استعادة دور حزب تطلعت إليه الأنظار وقت تأسيسه قبل أن تنحسر الآمال التى علقها كثيرون عليه. فإعادة بناء كيان متعثر أكثر صعوبة بكثير من إقامة كيانات جديدة خاصة حين يكون استرداد الأمل شرطاً لا بديل عنه لنجاح المهمة.
وليس سهلاً بأى حال إنجاز مثل هذه المهمة فى لحظة تنحسر فيها مجدداً الآمال العريضة التى ملأت حياة المصريين حين اعتقدوا أنهم أصبحوا مواطنين أصحاب سيادة فى وطنهم بعد أن أسقطوا طاغوتاً حرم أغلبيتهم الساحقة أبسط حقوقهم فى العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
ولذلك فليس ممكناً التقدم باتجاه استعادة حزب الدستور بكل ما يمثله بدون إعادة الأمل إلى شبابه الذين أصاب الكثير منهم غير قليل من الإحباط، مثلهم فى ذلك مثل غيرهم من الشباب الذين يشكَّلون نحو ثلثى عدد المصريين الآن.
وتزداد صعوبة مهمة هالة شكر الله لأنها تخلف الأب الروحى لثورة 25 يناير فى قيادة حزب اقترن باسمه. غير أن تصميم من صمدوا فى هذا الحزب بعد انسحاب د. محمد البرادعى يوفر قاعدة تنطلق منها رئيسته الجديدة لإعادة بنائه بشكل مؤسسى بحيث يعتمد على مشاركة شبابه أكثر مما يستند على اسم قائده.
ولعل هذا هو ما رجح كفة هالة شكر الله فى الانتخابات الداخلية التى قدمت نموذجاً فى الممارسة الديمقراطية. فقد جرت المنافسة بين مرشحين كان لهما دورهما فى قيادة الحزب فى الفترة الماضية، وثالثة لم تكن ضمن هذه القيادة. وفازت هالة شكر الله التى ترشحت من خارج القيادة السابقة رغم أن لكل من جميلة إسماعيل وحسام عبدالغفار إسهامهما الوطنى الديمقراطى المقدَّر فى هذا الحزب وخارجه. وقد أراد الشباب الذين بقوا فى الحزب قيادة جديدة لها تاريخها أيضا فى النضال الوطنى الديمقراطى. فكانت هالة شكر الله، مع شقيقيها العزيزين زميلى الكفاح فى الجامعة هانى وعلاء، فى قلب هذا النضال منذ سبعينات القرن الماضى. ولكنها أسهمت فى نشاطات مجتمعية ومدنية أكثر منها حزبية. وسيكون عليها أن تبذل جهداً مضنياً تتوقف نتيجته على مدى نجاحها فى إقناع الشباب بأن الثورة لم تفشل وأنها تمر بمرحلة جزر سيعقبها مد جديد رغم قوة المعاول التى تستهدف هدمها.
نقلاً عن "الأهرام"