د. وحيد عبدالمجيد
ليست كل صورة إعلامية مطابقة للواقع أو معبرة عنه بالضرورة. فهناك مسافة فى معظم الأحيان بين الصورة والواقع. وقد تكون هذه المسافة كبيرة أحياناً.
وربما يكون هذا هو حال المسافة بين الواقع والصورة الإعلامية التى تلح على أن المشير عبد الفتاح السيسى سيكتسح الانتخابات الرئاسية أو أنه فاز بها قبل أن تبدأ. فالمجتمع المصرى الواسع والمتنوع أكبر من أن يمكن اختزاله فى أية صورة إعلامية حتى اذا كانت دقيقة.
فواقعيا, يملك منافسو المشير السيسى مصدرين للقوة فى بداية السباق وقبل أن يتحركوا فى حملاتهم الانتخابية.
فأما مصدر القوة الأول فهو عدم ارتياح قطاعات من المجتمع يصعب تقدير حجمها بدقة الآن بسبب أخطاء السلطة الانتقالية وضعف أدائها وتخبطها، ونتيجة الأجواء المصنوعة التى ترَّوج لعودة الصوت الواحد وتدفع باتجاه «الكل فى واحد» وتُهييء لصناعة الفرعون الذى أصبح لدى غير قليل من المصريين حساسية تجاه عودته مرة أخرى مهما كان محبوباً أو مرغوباً.
فالمشير السيسى هو المتضرر الأول، إلى جانب المسار الديمقراطى بطبيعة الحال، من حملات النفاق والمداهنة التى لا يمكن اعتباره مسئولاً عنها. ولكن عدم مسئوليته لا يحول دون تأثره سلبياً بما تؤدى إليه من إثارة مخاوف متزايدة.
وأما مصدر القوة الثانى الذى يمكن أن يستفيد منه منافسو المشير السيسى فهو أداء وزارة الداخلية الذى يختلف المصريون عليه الآن. فهناك من يغفرون لها انتهاكات تتجاوز الدستور والقانون على أساس أن انغماسها فى مواجهة إرهاب يهدد الأخضر واليابس يفرض مساندتها وعدم فرض ضغوط عليها لتصحيح أدائها خشية أن يؤدى ذلك إلى إضعافها.
ولكن هناك فى المقابل من يرون أن هذه التجاوزات لا تبَّشر بخير ليس فقط بخصوص المسار الديمقراطى ولكن على صعيد مواجهة الإرهاب أيضا لأنها تدل على ضعف فى الكفاءة تثير القلق بشأن نتائج هذه المواجهة نفس ها.
وأياً يكون الأمر فى تقييم أداء وزارة الداخلية وسلوك كثير ممن يتطوعون لدعم المشير الذى لا يحتاج إلى أمثالهم، فالقدر المتيقن هو أن فى هذا الدعم وذاك الأداء خصماً من رصيده لصالح منافسيه.
نقلاً عن "الأهرام"