توقيت القاهرة المحلي 21:30:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة المظاليم؟

  مصر اليوم -

ثورة المظاليم

د. وحيد عبدالمجيد

عندما اختار مواطن مصرى اشتد عليه الظلم مقر نقابة الصحفيين لإشعال النار فى نفسه، كان يوجه رسالة يخطئ من يتجاهلها،  ناهيك عن أن يرفض استقبالها. وقل مثل ذلك من مصرى آخر لم تمنعه كرامته من محاولة تقبيل قدم رئيس الوزراء إبراهيم محلب أثناء زيارته مستشفى التأمين الصحى بالجيزة قبل أيام ومطالبته وهو يبكى التوسط له لكى يحصل على علاجه من هيئة التأمين. يومان فقط فصلا بين الحدثين اللذين وجها رسالتين عاجلتين تعتبر كل منهما أكثر خطراً من الأخرى. فعندما يشعل شخص النار فى نفسه فى مكان يختاره، يكون لهذا المكان مغزى ومعنى. وحين يكون هذا المكان هو نقابة الصحفيين، يصبح مقصد هذا الشخص هو التنبيه إلى أن صوت المصريين لا يصل حتى الآن إلى من ينبغى أن يبلغهم، وأن الإعلام الذى توسع نطاقه وصارت فضائياته كالهم على القلب لم يصبح بعد وسيلة اتصال تنقل هموم المظلومين، وأنه مازال يتعامل مع هذه الهموم بطريقة طقوسية وفولكلورية درج عليها منذ عقود، وإن اختلف شكلها وطابعها. أما عندما تهون كرامة الإنسان إلى الحد الذى يدفعه إلى محاولة تقبيل قدم وليس فقط يد رئيس الوزراء بعد ثورتين كانت الكرامة الإنسانية هدفاً معلناً لأولاهما ومضمراً فى ثانيتهما، فهذه رسالة تفيد أن فى مصر من لم يعد لديهم ما يفقدونه بما فى ذلك كرامتهم التى حلموا قبل ثلاث سنوات فقط بأنها ستُحترم بعد طول احتقار. وفى الرسالتين، اللتين يوجه المصريون عشرات مثلهما وربما أكثر خطراً منهما كل يوم، ما يدفع إلى التعامل بأقصى قدر من الجدية مع المدى الذى بلغه الظلم الاجتماعى الآخذ فى ازدياد، بخلاف ما كان مفترضاً وهو أن يتناقص بعد انفجار ثورتين فى غضون 30 شهراً. وربما لا يعرف من لا يهتمون بدراسة الأبعاد النفسية فى المجتمعات التى تثور شعوبها أن ازدياد نسبة المصريين الذين تهون عليهم حياتهم أو كرامتهم يضع المجتمع على حافة هاوية يمكن أن ينزلق فيها إذا لم تؤخذ تداعيات الظلم الاجتماعى ورسائل المظاليم بالجدية الواجبة. فليتنا ننتبه الآن وليس غداً، لأن الوقوف عند حافة الهاوية لا يترك مجالاً لانتظار. فلننتبه حتى لا يضع المظاليم الموجة القادمة للثورة. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة المظاليم ثورة المظاليم



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon